جمعية "أصدقاء تينهنان" تطالب بمقر دعم مادي ومؤطرين دعا المتدخلون في اليوم الدراسي حول "واقع الطفل المصاب بالتريزوميا 21 بالجزائر" أمس بوهران إلى ضرورة تكثيف التكفل بهذه الشريحة وشدد الأساتذة والأطباء المختصون في النشاط العلمي التحسيسي الذي نظمته دار الثقافة وجمعية "أصدقاء تينهنان" على العمل من أجل تنظيم المزيد من الملتقيات والأيام الدراسية لتعريف الأولياء والآباء بهذا المرض الذي كشفت إحصائيات مؤكدة قدمها لنا رئيس جمعية "أصدقاء تينهنان" بأن الجزائر باتت تسجل يوميا حالتي "تريزوميا" في مختلف ولايات الوطن أي ما يعادل 800 حالة سنويا، الأمر الذي يستدعي تعزيز مثل هذه الأنشطة العلمية التثقيفية حتى يكون هناك احتكاك وخبرات بين الأخصائيين الجزائريين ولم لا الدوليين في مجال التكفل بمرضى "التريزوميا 21". وفي مداخلاتهم أكد الأطباء المختصون، أنه من بين أسباب هذا المرض هو الزواج المتأخر للمرأة حيث يقع احتمال تسجيل حالة 1500 ولادة للنساء المتزوجات في سن العشرين، بينما تسجل حالة في كل 400 ولادة للمتزوجات في سن الثلاثين وحالة في كل 100 ولادة للنساء المتزوجات في سن الأربعين. حيث عرّف الدكتور سبع توفيق المرض بأنه خلل في عمل الجينات الخلقية التي تتفاعل عند الإخصاب، حيث تحدث طفرة في الكروموزوم رقم 21 الذي ينتج عنه ثلاثة كروموزومات بدل اثنين، مما يتسبب في إعاقة ذهنية وتشوهات خلقية. كما دعا الأساتذة المحاضرون في هذا اليوم الدراسي إلى ضرورة التكفل والتوجيه المبكر للطفل "التريزومي 21" مع السعي إلى ترقية وتطوير الطرق البيداغوجية عند أطفال المصابين بهذا المرض والسعي إلى فتح مراكز أخرى لتعليم وتدريسهم في ظروف بيداغوجية ثقافية جيدة ومناسبة. وعلى نفس المنوال صرح رئيس جمعية "أصدقاء تينهنان" السيد حسن بوبكري ل"الجمهورية" على هامش اليوم الدراسي الذي حمل عنوان "واقع الطفل المصاب بالتريزوميا 21 بالجزائر" أنه في نهاية سنوات الثمانينات، كان الطفل التريزومي يعد بأنه معاق من النوع الثقيل، حيث أنهم كانوا يوجّهون إلى مراكز الاستشفاء العقلي باعتباره الوعاء الوحيد الذي يستقبل هؤلاء الأطفال ولكن في بداية التسعينات بدأ أولياء هؤلاء المصابين يغيّرون نظرتهم وذلك بأن فلذات أكبادهم لا تليق بهم هذه المراكز الطبية، لذلك بدأ الكثير منهم في التفكير على ضرورة إيجاد طرق تكفّلية أخرى، على غرار إدماجهم في مراكز خاصة بهؤلاء المصابين بالتريزوميا لتعلم بعض الأمور البسيطة التي يحتاجونها في حياتهم اليومية، وهذا طبعا حسب قدراتهم الفكرية والعقلية، "لذلك تجد مركز جمعيتنا" -يضيف محدثنا- يقوم بعمل كبير حيث يتكفل ب30 مريضا يؤطرهم مؤطرون يملكون من الكفاءات ما يجعل أطفالنا المرضى يلقون اهتمام ورعاية كبريتين. ووجه نفس المتحدث نداء إلى السلطات الوصية في الولاية، بضرورة منحهم مقر ودعم مادي للتكفل بهؤلاء المصابين، فضلا عن توفير مؤطرين في الرسم والنشاط الحرفي ومهرج حتى يرفه عنهم.