لم ينتظرن أي مسئول بمطار السانيا رغم أني كنت محملا بالذهب كدت ان اتوقف عن الممارسة لولا مدربي عبد الحميد و الشكر لرئيس "لازمو" باغور رغم قلة الإمكانيات ، تمكن المصارع سرقمة صدام أيوب من نيل الميدالية الذهبية في البطولة العالمية لرياضة الملاكمة التايلندية ، حيث تمكن ابن الباهية الذي ينشط في جمعية وهران من اقتلاع الميدالية من المصارع الإيراني ، هذا الأخير كشف لنا عن عدة أمور واجهها قبل تنقله إلى تايلاندا للمشاركة في البطولة العالمية للألعاب الجامعية ممثلا لجامعة بلقايد ، و عن خيبة أمله و الإحباط الذي كاد أن ينال من عزيمته بعدما عاد إلى أرض الوطن دون أن يتم استقباله في مطار السانيا ، و لو لا العمل البسيكولوجي الذي قام به مدربه بلبشير عبد الحميد لخسرت الجزائر مصارعا واعدا قادرا على تشريف الراية الوطنية في مختلف المحافل الدولية... أولا نود ان نهنئك على الميدالية الذهبية ، هلا عرفت عن نفسك للجمهور الرياضي ؟ شكرًا على هذا الاستقبال الذي شرفتموني به و لحسن حظي أني ظفرت باعتراف على الأقل من وسيلة إعلامية عمومية ، بعدما تأكدت على أنني لن ألقى الثناء من القائمين على الرياضة بوهران ، أنا سرقمة صدام أيوب مصارع في رياضة الكيك بوكسينغ في تخصص "بوكس" التايلندي ، و هذا المجال جديد على الرياضة الجزائرية ،و لي الشرف أن أكون من بين المصارعين الأوائل الذين شرفوا الراية الوطنية بميدالية ذهبية كانت شاقة و صعبة المنال ... على حسب معلوماتي أنكم تنقلتم إلى تايلندا للمشاركة في البطولة العالمية بإمكانياتكم الخاصة رغم أنكم مثلتم المنتخب الوطني ألا تعد هذه سابقة في تاريخ مشاركات الجزائر ؟ لا سابقة و لا شيء من هذا القبيل ، لأن حبي لوطني و افتخاري بجزائريتي يجعلني أقدم تضحيات أكبر ، و ما تنقلي للمشاركة في البطولة العالمية لدليل على أني لست ممن ينتظرون حتى يتلقون دعم الدولة لصناعة الإنجاز ، أنا أثبت أني قادر على فعل شيء و عملت ما كنت أصبوا إليه ، فقد اتصلت رفقة مناجيري كلال براهيم باللجنة المنظمة للبطولة العالمية التي اشترطت عليّ ان أمثل إحدى الجامعات الجزائرية ، و بما أني أدرس بجامعة بلقايد فقد تسلمت اعتماد انتساب من طرف الإدارة ، و هو ما أهلني للمشاركة . كيف جرت المنافسة و من أين تلقيت المساعدات و تكاليف التنقل للمشاركة في البطولة العالمية ؟ المنافسة كانت صعبة جدًا فالمستوى العالي لا يعترف بالضعفاء ، و قد آمنت بإمكانياتي منذ النزال الأول الذي كان أمام السويسري ، لتليها المنازلة الثانية التي كانت أمام مصارع من بلجيكا ، و كم كانت فرحتي كبيرة بإدراكي للنهائي بعد تجاوزي نصف النهائي بالفوز على البيلاروسي ، و في هذه المنازلة واجهت العملاق الإيراني بعزيمة جزائرية و هو ما جعلني أفوز عليه بفارق النقاط و بالتالي أفوز بالذهب ، صدقني شاركت في هذه البطولة بأموال المتبرعين حتى لا أقول كلمة أخرى ، و الحمد لله فقد كافأني المولى عز و جل بميدالية من المعدن النفيس . نعلم أنكم أصبتم بخيبة أمل عندما عدتم إلى أرض الوطن و لم تجدوا من يستقبلكم بالمطار سوى العائلة ، هل ستعيدون الكرة مستقبلاً و نعلم بأنك صنفت ضمن المصارعين المعنيين بالبطولة العالمية التي ستجرى بالسويد و العربية التي ستحتضنها السعودية شهر ماي و أخرى في تايلندا ، فكيف ستجمعون تكاليف هذه الرحلات ؟ أعذرني على هذه الكلمة " سأتسول " و أفعل المستحيل لامثل بلادي لأني أدركت عند عودتي إلى أرض الوطن و أنا محملا بالذهب بأنني لن ألقى الثناء من طرف القائمين على الرياضة ، أنا جاهز لأن أستلم تبرعات المحسنين في سبيل تشريفي الراية الوطنية ، خصوصًا و ان الدعم البسيكولوجي الذي كان من مدربي عبد الحميد أعاد لي الهدوء النفسي و جعلني أعدل عن قرار التوقف عن ممارسة البوكس تايلندي ، و حتى لا أنسى فهناك رئيس جمعية وهران باغور أقدم له الشكر لأنه ساعدني بعدما و جدت كل الأبواب مسدودة في وجهي بالإضافة إلى حاج بن طاهر الذي يقوم ببرمجتي في هذه المنافسات الدولية .