لا تتوانى الجزائرعن الدعوة للتحسيس بخطورة الأزمات الأمية و السياسية التي تعصف بعديد البلاد الافريقية و التي تهددها في كيانها ما يدفعها لتبني مواقف المدافع الأول عن القارة الافريقية و التي تعتبر غنى العالم المتطور من غناها نظرا للحجم الهائل من الثروات الطبيعية و اليد العاملة التي توفرها القارة و التي غالبا ما يحاول الغرب أخذها دون الاستثمار داخل القارة و لصاح تقاسم المنافع . بعد أن استطاعت من خلال الاتحاد الإفريقي تقديم مشروع قانون نموذجي إفريقي لمكافحة الإرهاب و تجريم دفع الفدية الذي تبنته الاممالمتحدة بعد الدفاع الشرس عليه من قبل الدبلوماسية الجزائرية مما يعني أن هناك إمكانية لطرح المبادرة على المستوى العربي والبحث عن صيغة للتوصل إلى توحيد التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود ، فإنها تقوم اليوم بدور المنسق والفاعل الإقليمي المحوري لمنطقة الساحل والصحراء في مواجهة تحدي مكافحة الارهاب و تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة داخل البلد الواحد أو ما بين الدول الافريقية في حد ذاتها من أجل تحويل القارة إلى محيط إقليمي آمن ينعم بالسلام و يستقطب الاستثمار المبني على المقاسمة .. ولم ينحصر دور الجزائر في التحسيس بخطورة الإرهاب والجريمة المنظمة، بل تعداها أيضا إلى تفعيل آليات الاتحاد الإفريقي للمرافعة عن الانشغالات الإفريقية على مستوى مجلس الأمن لمنظمة لا سيما بعد أن وجدت نفسها ملزمة بالدفاع عن مصالح القارة عبر المحافل الدولية في ظل الاضطرابات التي تعيشها بعض دول كما هو شأن في مصر و ليبيا و مالي و أفريقيا الوسطى و نيجيريا . وتجلى التزام الجزائر برفع الانشغالات الإفريقية من خلال احتضانها مؤخرا لاجتماع رفيع المستوى حول السلم والأمن في ليبيا و مالي .كما ارتكزت رؤية الجزائر في التعامل مع مختلف القضايا ، على المبادئ الراسخة لسياستها الخارجية من خلال إيجاد الحلول السلمية للأزمات وعدم التدخل في شؤون الغير ودعم القضايا العادلة ، إلى جانب محاربة الإرهاب و الذي شكل الخميس الماضي محور اجتماع الجزائر بالاتحاد الأوربي . إيمان راسخ بالبعد الإفريقي للدولة الجزائرية والملاحظ أن النشاط الدبلوماسي للجزائر تركّز بالخصوص على القارة الإفريقية في ظل الأزمة السياسية والأمنية التي عاشتها منطقة الساحل وشمال مالي ، حيث وجدت الدبلوماسية الجزائرية نفسها مجبرة على التعاطي مع هذه القضية بالتمسك بمبادئ الحل السلمي وتكريس الحوار بين الأطراف المتنازعة. وبادرت في هذا الصدد إلى عقد لقاءات بينها للتوصل إلى اتفاق سياسي يجنّب البلاد صعوبات إضافية وتداعيات إنسانية خطيرة.ورغم هذه الظروف ضاعفت الدبلوماسية من حركيتها ، ونجحت في الكثير من المناسبات في ترجيح وجهة نظرها ، المتمثلة في الحل السلمي ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ، وتجريم دفع الفدية للإرهابيين والتركيز على المفهوم الواسع للأمن وتكريس التنمية الإقليمية الواسعة ، الكفيلة بضمان أمن و استقرار دائمين و لا تزال الجزائر تطلع بتأدية دور أساسي في تسوية النزاعات في إفريقيا. ويعترف لها بأنها بلد محايد في هذه الصراعات وتحتل مكانة هامة على مستوى لجان السلم والأمن في الإتحاد الإفريقي ". و بمبادرة من الجزائر كان قد تم انشاء ثلاث لجان للسلم والأمن في الاتحاد الإفريقي ما "يفسر بعدة عوامل مثل النوعية والمستوى العالي للدبلوماسيين الجزائريين و ينظر إليها كفاعل عادل ونزيه في حل الصراعات. ولها دور رئيسي في وضع تكتل قوي. وإذا ما تمكنت البلدان الثلاثة الإفريقية الأعضاء في مجلس الأمن للأمم المتحدة في تشكيل تكتل قوة فيرجع الفضل في ذلك إلى الجزائر.