تتوفر ولاية تيسمسيلت على العديد من الفضاءات الترفيهية والمعالم السياحية الرائعة التي تستقطب الكثير من عشاق الطبيعة الباحثين عن الراحة والاستجمام ، على غرار الحظيرة الوطنية ل " المداد " الواقعة ببلدية " ثنية الحد " والتي فتحت أبوابها بتاريخ 23 جويلية سنة 1983 بموجب مرسوم رئاسي رقم 38/459 ، حيث أنها محمية منذ سنة 1923 ، ولها سمعة وطنية ودولية يقصدها السواح في الشتاء والصيف ، فالحظيرة الوطنية للأرز أوكما يسميها سكان منطقة " ثنية الحد " بالجوهرة الخضراء الضائعة بين أحضان " جبال الونشريس" تتسم بالغابة العذراء التي لم تمسها يد البشر ولم تفسدها آلاته ولا جنونه . حيوانات نادرة وأشجار أرز باسقة تعتبر حظيرة المداد أقدم حظيرة أنشأت في عهد الإستقلال ، فالمتجول في غاباتها ووسط أدغالها ينبهر بأشجار الأرز الغالبة في عددها والأجمل والأنبل من بين جميع الأصناف الأخرى ، والتي تقع بأعالي ثنية الحد وتبعد عن الولاية ب 46 كلم ، ناهيك عن اللمسة الإلهية و روعة الابداع التي تميز الأرز من خلال ذلك التناسق بين الألوان وبين أشعة الشمس ، وكأنك أمام مشهد جديد وسط زقزقة العصافير النادرة و أنواع الطيور المحلقة ، للعلم فقط فإن الحظيرة الوطنية ل " المداد" تتوفر على حيوانات عديدة نذكر منها " الثدييات" ، " إبن آوى "، " الخنزير البري " و" الشيهم" ...الخ ، وبالنسبة للطيور هناك الصقر والشاهين والشوكي ...الخ، أما الزواحف فنجد الحرباء والسلحفاة والثعبان وذو القلادة ...الخ ، والحشرات هناك " الدعسوقة" و" السرعوفة " و" اليعسوب " ... وبخصوص البرمائيات نذكر " العلجوم " و" الضفدع " و" السمندل " ... ، كما تتوفر هذه الحظيرة على كم هائل من الأشجار المختلفة الأصناف وهي أشجار الأرز الأطلسي ، بلوط الفلين ، البلوط الأخضر، بلوط الزان، والجنبات كالصنوبر الحلبي والفستق الأطلسي والعرعار ، والجنيبات كالورد البري ، الزعرور، العليق، أما الحشائش هناك القندول ،الكرفس البري ، الهليون، وفيما يخص الطحالب نجد كالوزا ، الخزام ، السحلب المهرج ، لسان الثورة... والفطريات هناك الكزبرة ، والحزازات كالقوقع والبوليطوس والسمية .. 450 نوعا من النبات من بين خصائص الحظيرة الوطنية للمداد أنها حظيرة جبلية ومنطقة مناخية رطبة إلى شبه رطبة وهي ذات أعلى قمة تصل إلى 1787 متر، وتسمى " رأس البراريط " ، كذلك من خصائصها أنها " الأرزية الغربية الوحيدة بالجزائر" ، وكذلك تشكل الحد الجنوبي لمناخ البحر الأبيض المتوسط وهي من المناطق النادرة التي ينمو فيها " بلوط الفقلين " على أزيد من 1600 متر، وهي تحتوي على ما مجموعه 450 صنفا نباتيا ، كما تحتوي أيضا على أزيد من 280 صنفا حيوانيا كثيرا منها محمي ، أما عن أهداف الحظيرة فهي حماية وتطوير التراث الحيواني والنباتي وتنظيم السياحة و الاستجمام والترفيه ، كذلك التوجيه لضرورة الحفاظ على الطبيعة والتربية البيئية وأخيرا من أجل تطوير وتنظيم البحث العلمي .