تفأجأنا و نحن نزور سوق ابني و سكت بأدرار المخصص لبيع المواشي الأربعاء الفارط و قد لاحظنا إرتفاعاً كبيراً في الأسعار لا يختلف عن الإرتفاع الذي تعرفه أسواق الشمال .سوق يقبل عليه الموالون الممارسون لنشاط تربية المواشي الأمر الذي من المفروض أنه يساهم في تقليص المضاربة التي كنا نضن بأن كثرة الوساطاء هي المتسبب الأكبر فيها و هو ما يحدث عندنا بالشمال .غير أننا لاحظنا بأن الأسعار لم تكن تختلف كثيرا عنها بالشمال بأسواق وهران و المدن المجاورة ، لها كما أننا قصدنا هذا السوق و نحن نبحث عن خروف" السيداون" الذي قيل لنا بأنه يباع بأدرار بأسعار لا تفوق ال10 آلاف دينار و قد كانت أثمانه خلال سنوات غير بعيدة لا تفوق ال5 و 8 آلاف دينار غير أننا وجدنا "السيداون" المالي و لم نجد السعر المنخفض الذي تحدث لنا عنه من أخبرونا بهذه المعلومة و قد وجدنا "السيداون "المالي قد أصبح جزائريا و فرض أسعاره بما يتناسب و المعطيات المحلية ،فرغم وفرته وجدناه يباع بأسعار تقارب الخروف المحلي رغم أنه معروف بعدم جودة لحومه من حيث مداقها الشبيه بلحم الماعز و حتى شكله فهو قليل الحجم مقارنه بالخروف المحلي فيما أنه معروض بهذا السوق بكل الأحجام بين "السيداون "الذي لا يفوق وزنه ال15 و 17 كيلوغرام و الذي تتراوح أسعاره بين 15 و 18 ألف دينار و "السيداون "الذي يزيد وزنه عن 20 و 25 كيلوغرام و الذي يباع بأسعار تصل إلى 35 ألف دينار بمعنى أن الكيلوغرام الواحد منه يقدر ب 1400 دينار و من تم فإن إقتناء خروف محلي سيكون أحسن .و هي نفس آراء المواطنين ممن كان لنا معهم حديث بهذا السوق الذي أصبح هذه الأيام يفتح أبوابه يوميا وسط إقبال كبير للمواطنين خاصة و أن يقع بمحيط المدينة و من السهل الوصول إليه . المواطنون وجدناهم ساخطون على هذا الإرتفاع و قد تسبب وجودنا بالسوق بوقوع جدل كبير بينهم و بين الموالين الذين بررو هذه الزيادة بغلاء التكاليف ككل مرة .إذ أكد المواطنون على غلاء خروف "السيداون" الذي لم يكن سابقا مطلوبا سوى من العائلات المعوزة فقط فيما طالب الموالون من الجهات المسؤولة المعنية بالترخيص لهم بنقل هذا الصنف المستورد عن طريق المقايضة مع الماليين نحو الشمال مؤكدين بأن تسويقه هناك سيعود عليهم بالفائدة كونه سيوسع محيط السوق بالنسبة لهم . أما الخروف المحلي الذي كنا ننتظر أن نجده بأسعار أقل و لو بقليل من أسواق الشمال غير أننا تفاجأنا ببيعه بسوق أدرار بأسعار لا تختلف عن أسعار أسواقنا بما بين 35 ألف و 65 ألف دينار للخروف و لن نصف خروف 35 ألف دينار بأكثر من كونه لا يصلح كأضحية لعائلة متعددة الأفراد ما يؤكد أن المضاربة في كل مكان و لم يعد التردد على أسواق الجنوب و المدن الداخلية حلا و ذكيا في وقتنا هذا الذي أصبح فيه "السيداون "ب 25 ألف دينار كما قال لنا أحد سكان أدرار "عمي عمران" جزاه الله خيرا في كل ما قاله و فعله .