أكد وزير الثقافة السيد عزالدين ميهوبي، خلال زيارته الأخيرة لوهران، التي تعود إلى جوان الماضي، عن سعيه لتكريس الجهود من أجل تمكين قاعات السينما، من الأجهزة المتطورة اللازمة، التي تتوافق مع المعايير الدولية، لضمان العروض الدائمة للأفلام على مدار السنة في هذه الفضاءات، و الحرص على جعلها قبلة للسينمائيين، و فضاء مفتوحا لكل المهنيين، كما شدد أيضا على ضرورة دعم آلية توزيع الأفلام الجديدة، و ضبط سياسة لاستعادة القاعات المغلقة ، و هي حتمية فرضتها الأهمية التي بات يكتسيها مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، الذي بلغ كما قال الوزير درجة عالية من الاحترافية ، و صار يستقطب النجوم و السينمائيين والإعلاميين ، وعليه يتعين ترسيخ سمعة المهرجان في الخارج ، كما كشف أيضا، أنهم يفكرون بجدية في تأسيس مهرجان سينمائي بإحدى مدن الجنوب، و كذا إنشاء مدينة للسينما، لتمكين أكبر عدد من المخرجين، من إنتاج أعمالهم بتكلفة منطقية و معقولة ، لا سيما الجيل الجديد و المواهب الشابة ، لأننا بحاجة إلى صناعة صورة جديدة و أفلام ذات بعد دولي. لكن و بينما نحن نترقب ترجمة هذه التصريحات على أرض الواقع ، عاد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ، هذه المرة ليصرح الأسبوع المنصرم للجريدة الإلكترونية "كل شيء عن الجزائر" ، أن قرار الحكومة القاضي بضرورة ترشيد النفقات ، فرض عليهم مراجعة أجندة عدد المهرجانات التي تفوق ال 100 اليوم، بغية تقليصها و الإبقاء على أهمها ، حيث لن تتعدى مستقبلا ال 70 مهرجانا، باعتبار أن نفقات وزارة الثقافة ستتقلص بنسبة 25 بالمائة ، ميهوبي أكد أيضا على عدم رصد أي ميزانية ضخمة لأي فيلم مستقبلا، إلا في حالة واحدة، إذا كان هذا الفيلم يخدم استراتيجية الجزائر ، و هنا تساءل الوزير، أين هو فيلم الأمير عبد القادر؟ الذي رصدت له ميزانية تقدر ب 2 مليار دج، أي 200 مليار سنتيم، استهلك منها 3/4 من هذا الغلاف المالي، دون تصوير ثانية واحدة من الفيلم !! ، كما أن السيناريو خضع لتعديلات عدة مرات، ميهوبي أبدى تأسفه الشديد لوضع مشروع سينمائي ضخم، حول شخصية بحجم الأمير عبد القادر بين أيدي هواة !! ، حيث صرح هنا بأن الجهة المشرفة لم تتعامل مع هذا المشروع الكبير و المهم باحترافية، في إشارة إلى الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بل ووصفها بأنها لا تعرف عالم السينما، حيث سارعوا إلى إحضار أناس ، و وقعوا عقودا ، دون أن يراعوا مصلحة الوطن ، فهذا المشروع متوقف حاليا ، مصرحا هنا "نحن بصدد دراسة هذه الوضعية ، من أجل حماية حقوقنا" ، وزير الثقافة كشف أيضا أن هناك عدد من المستثمرين الخواص، أبدوا اهتماما كبيرا للاستثمار في الصناعة السينمائية ، و بعضهم شرع في تشييد استوديوهات بكل من قسنطينة و وهران و سيدي بلعباس و تيبازة.