هذا المساء غائم بأدخنة الوجع المخبوء فينا ,بين الصمت والبوح رجفة شفاه. ساعتي تشير للسادسة والعشرين بعد منتصف أرق منبثق بين تنهيدة الألم وأنينه , لم يعد للوقت معنى, الليل يتقاطع مع النهار .الفراغ يحيط بالمكان و السهاد يمتد بليلي يحاصره ..... ينازعه الأمل , فوضى الأشياء موغلة بتفاصيل الشجن تلتف حولي تلتحفني تأخذني لعوالم اللاوعي , تشاكس أجفان مسائي , تدغدغ روحي بضباب الكرى في هجعة شهقات الليل المثكُول بالنحيب , تصغي لحشرجات الناي القادم من خلف سحب الأوهام , تذيب الضوء ... تنثره صخبا على لغة الضاد المتخمة بأوجاع نسج عنكبوتها بيتا من سراب أطفأ أنوار المساء. .... بعضي يسافر بكلي لسماء من شتات وتيه يرتل حزني بخشوع في مهجع الأنين , يدثر حلمي الممتد في أعماق المدى بغيمة تمطر وحي بوح يبللني على مسافات البعد والأزمنة أيها العابر على ضفة معبد جراح معتقة بالوجع القابع في الغربة , متدثر بعباءة ليل حاكته يد السماء ساعة القدر, ناي حروفك لا يعزف سوى الحزن في لحظة الانكسار ويتوارى عن كل شيء .. .ليتلو ما سكبه مداد محبرة القدر على صفحات نسجتها كف أربكت الروح لتستفيق الذكريات الكامنة في صمت الانتظار تحت طلل ليلي وقميصي وحزني ، يا معشر الغاوين ذا الليل أرخى سدوله على ضجيج الصمت , لأهيم بوجهي في دهاليس ظلمته وبيدي عصا الشعر أهش بها على ألمي واحمل خشبتي على ظهري لأصلب روحي التعبة بين سامقات التأوه والأنين فاتلوا ما تيسر لكم من الفاتحة على وجعي عله يستكين .