" أمير الشعراء" بوابة مهمة نحو شهرة المبدعين الحقيقيين " أريد أن أموت جميلا " مجموعة قصصية جديدة أكد الروائي و الشاعر " عبد القادر مهداوي" أن الجزائر تشهد حاليا حركة نقدية أكاديمية هامة ، هي في طريقها نحو النضوج ، موضحا أن تطور هذا النشاط يحتاج مجهودات جادة من لدن أجيال نقدية أخرى قادمة، كما أوضح في الحوار الحصري الذي خص به أمس جريدة الجمهورية أن الشعر في الجزائر بحاجة إلى مؤسسات شعرية قائمة بذاتها، يرعاها الأكاديميون و المبدعون، لاسيما أولئك المتابعين للمشهد العربي والعالمي، كما كشف مهداوي عن جديده الأدبي المتمثل في مجموعية قصصية وسمها ب " أريد أن أموت جميلا " ، هذا إلى جانب تصريحات أخرى تابعوها في الحوار التالي : الجمهورية : في البداية ماذا تقول بخصوص تتويجك بجائزة محمود درويش للشعر الحرّ، واحتلالك المركز الأول عن قصيدة " ناصع كالبندقية " ؟ مهداوي : غالبا ما تأتيتي أخبار فوزي بالجوائز الشعرية في مراحل حرجة من تجربتي الأدبية، إنها تتويجات تدفع بي وجها نحو قصيدتي الكبرى التي أقتفي أثرها منذ أكثر من عشرين سنة . الجمهورية : كيف تقيم تجربتك في برنامج أمير الشعراء ، وهل تعتبره نافذة حقيقية لولوج عالم الشهرة و النجومية ؟ شاركت مرتين في تصفيات البرنامج في أبوظبي، المرة الثانية كانت أفضل حيث وصلت فيها إلى مراحل متقدمة من التصفيات، طبعا أعتبر برنامج أمير الشعراء، بوابة مهمة نحو الشهرة، في ظل التهميش الإعلامي الذي يعانيه الشعر، ولكنها تشهر الشعراء الحقيقيين، الذين يثبتون جدارتهم الشعرية، فليس كل من يمر في البرنامج يشتهر ويصير نجما، لقد مر عشرات و عشرات من الشعراء خلال طبعاته السابقة، لكن الذين رسخوا في ذاكرة الجمهور والنقاد هم قلة قليلة فحسب، بل إن هناك من جعلت منه التصفيات النهائية مثار سخرية، لقد تحصلت و بعد مشاركتي الأخيرة في البرنامج على أكثر من 8 جوائز مرموقة في الشعر والقصة والرواية، وهذا الأهم بالنسبة إليّ. الجمهورية : كيف تقيّم اليوم واقع الأدب في الجزائر ، و أين مكانة الشعر في المشهد الثقافي ؟ الأدب في الجزائر بحاجة إلى جهود أدبائه الذين يكتبونه للارتقاء به لا غير، فإن ذلك كفيل وحده بأن يضمن له القيمة، أما عن مكانة الشعر في الجزائر، فهو بحاجة حسب رأيي إلى مؤسسات شعرية قائمة بذاتها، يرعاها أصحاب الحرفة الأدبية من أكاديميين و مبدعين، أخص أولئك المتابعين للمشهد الشعربي العربي والعالمي، و الذين لا يهمهم غير الجانب الإبداعي . الجمهورية : من أين يستوحي عبد القادر مهداوي قصائده ؟ هذا سؤال كبير، و لا شك، طبعا من الحياة، فكتابة قصيدة جميلة تقتضي التماهي مع القيم الوجودية، ما زلت أميل إلى تأمل طفولتي، و إلى محاورة الهوامش والتفاصيل الصغرى. الجمهورية : هل أخذت القصيدة الشعرية في الجزائر حقها من النقد والاهتمام ؟ هناك نشاط نقدي أكاديمي مهم في الجزائر، هو في مسيره نحو النضوج في رأيي، الأمر يحتاج إلى مجهودات جادة لأجيال نقدية أخرى قادمة، فإن مصير كل تتبع حثيث للفن أن ينتهي إلى محطات واعية و مبدعة واعدة. الجمهورية : ما الهاجس الذي بات يؤرقك في العالم الإبداعي ؟ و ما هي في رأيك الحلول الناجعة لتطوير المشهد الشعري في بلادنا و الارتقاء به ؟ هاجسي الوحيد صراحة أن أكتب ذات يوم القصيدة التي في البال، أما عن الحلول فهي مناطة بالشعراء و بوعيهم الحضاري لا غير، الشعراء في مقدورهم أن يغيروا السياسة و السياسيين، كما باستطاعتهم أن يفرضوا جماليا كل القيم الإبداعية و الواقعية التي تخدم فحوى قضيتهم . الجمهورية : هل تعتقد أن المرأة الجزائرية نجحت كشاعرة في فرض وجودها في الوطن العربي ؟ طبعا لا شك بأن هناك شاعرات جزائريات مهمات على الصعيد العربي، لكنهن يعانين مما يعانيه الشعراء الرجال من صعوبة إيصال أصواتهن وتجاربهن. الجمهورية : في الأخير ما هو الجديد الذي يحضر له مهداوي عبد القادر ؟ يصدر لي قريبا مجموعة قصصية عنوانها "أريد أن أموت جميلا" كل نصوصها هي نصوص حائزة على جوائز وطنية وعربية، بالإضافة إلى رواتي الثانية " سر السجين" التي أضع لمساتها الأخيرة هذه الأيام.