استضافت أمس جمعية قدماء ثانويي معسكر"عليم" وزير الداخلية الأسبق ورئيس جمعية "المالغ" السيد دحو ولد قابلية, الذي ألقى بمناسبة يوم الشهيد بثانوية جمال الدين الأفغاني بمعسكر, أمام جمع من إطارات وشخصيات أعضاء في جمعية عليم, وعدد من التلاميذ الذين حث المحاضر على إحضارهم, محاضرة استعرض خلالها تاريخ معسكر منذ مقاومة الأمير عبد القادر, مركزا على نشاط خلية الاستخبارات خلال ثورة التحرير الوطني. وقبل ذلك قدم المحاضر خطوطا عريضة لتاريخ معسكر بدءا من مقاومة الأمير للاحتلال الفرنسي, وانتفاضة بني شقران, وميلاد أولى خلايا الحركة الوطنية بمعسكر سنة 1935 برئاسة علي بن النهاري جاكر تحت لواء حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب الذي اختار معسكر من ضمن ولاياته ال11 , وخلال أحداث 8 ماي 1945 ثم تحت لواء حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ,ثم خلال ثورة التحرير الوطني. وأشار رئيس جمعية "المالغ" إلى بعض تفاصيل الحركة الوطنية , و لا سيما خلايا المنظمة السرية وأعضاءها قبل و بعد 1950. التموين عصب الحرب المجاهد دحو ولد قابلية , أوضح أن معسكر ضيعت فرصة تسجيل نفسها في سجل المواقع التي شهدت اندلاع ثورة نوفمبر سنة 1954 , لأن المناضل الذي كلف بوضع قنبلة بمقر الجندرمة بمدينة بوحنيفية ليلة الفاتح نوفمبر, قد تملكه الخوف, وفضل رمي القنبلة في الوادي حسب شهادة المحاضر, الذي شرح كيف أن معسكر ظلت بدون اتصال مع جبهة التحرير إلى غاية سبتمر 1956 , بمقدم الجيش بقيادة سي عبد الخالق أول قائد للمنطقة السادسة التي تضم معسكر وسعيدة. ولد قابلية قدم بعد ذلك تشكيلة العديد من الخلايا التي أنشئت بمعسكر و أسندت لها مهام لوجستية كالتموين والاتصالات والتمويل والصحة , والمزارع المستغلة كمراكز للجيش, ثم خلية الاستخبارات التي اعتبرها عصب كل حرب, وروى المحاضر كيف أن هذه الخلية تأسست بمبادرة شخص جزائري كان يعمل في جهاز الشرطة الاستعمارية, اسمه سنوسي الحبيب الذي تطوع لتجنيد زملائه للانضمام إلى ذات الخلية التي أصبحت تضم 17 شرطيا برتب مختلفة , وكلهم من حي بابا علي بمعسكر أو مدينة العرب كما كانت تسمى في ذلك الوقت تمييزا لها عن مدينة الفرنسيين . وقد قدمت هذه الخلية الاستخباراتية التي اخترقت أجهزة البوليس الاستعماري , خدمات كثيرة لبقية الخلايا الثورية و خاصة خلية الفدائيين , استعرض المحاضر بعضها , و منها الحيلولة دون إلقاء القبض سنة 1957على الشهيدة صليحة ولد قابلية و الشهيد مكيوي مأمون قبل استشهادهما . و تم اكتشاف بعض أعضاء هذه الخلية عقب توقيف مناضل على متن سيارة بها أسلحة و مؤونة موجهة لجيش التحرير بجبال بني شقران . المحاضر دعا في الأخير إلى ضرورة تذكر هؤلاء المجاهدين منسيي التاريخ كما وصفهم وتكريم ذكراهم وتخليد تضحياتهم.