كأنه القيامة/ وأنا واحد من الناس/ لكنني كنت أرى السجن حديقة/ والورود كلامك سيدي الوزير/••• مقطع من قصيدة بديوانك الأخير "أسفار الملائكة"، نفتتح به حوارنا معك فما هي فاتحتك "معالي الشاعر"؟ نبدأ من إصداري الأخير ديوان "أسفار الملائكة" الذي احتوى على مقاطع انتقيتها، إما لكوني كتبتها أثناء تنقلاتي في مناسبات عديدة وفي عواصم أتيح لي أن أشارك في ملتقيات أدبية بها والتعرف على مبدعين ومثقفين تربطني بهم إلى اليوم صلات حميمة وتواصل فكري وثقافي، رأيت أن أوثق لها، في نصوص مرفوعة إلى الذين صنفتهم في خانة الملائكة، كما أنني أحتفظ بذكريات مميزة في بعض المدن وفي بعض العواصم، وثّقتها وانتقيت بعض الفقرات الشعرية التي ضمنتها في عمل روائي هو "اعترافات أسكرام"، صدر الجزء الأول والثاني منه ولم يصدر الجزء الثالث الذي يحتوي على أغلب النصوص الواردة في الديوان• المتمعّن في النصوص المأخوذة من رواية "مكاشفات أسكرام" لا يلمس ذلك الخيط الموسيقي الموجود في قصائد ميهوبي الأخرى ؟ صحيح، لأني كتبتها بلسان أبطالها على غرار" شاعر كوبي مفترض" لتبدو في النهاية وكأنها مترجمة•• أردت أن أتقمص شخصية شاعر غير عربي وأخذت عنصر اللغة المفترضة على لسانه كسبيل لتجسيد التجديد• عذرا على السؤال القادم، لكن بعض الذين قرؤوا "أسفار الملائكة" يقولون إن ميهوبي"أقحم" تلك النصوص الروائية في ديوان شعري؟ وما المانع ؟ طالما هي نصوص من إنتاجي؛ فلي كامل الحق في توظيفها في أي موقع أشاء، النصوص أصلية ولم أستوردها• القصائد الواردة في الصفحات الأولى للديوان تتضمن في نهايتها تاريخ الكتابة بعكس القصائد الأخيرة، لماذا؟ أنا من الذين يحرصون على توثيق تواريخ النصوص، لأنها تعبر عن تجربة معينة•• أهم ما يجب أن يهتم به أي مبدع هو أن يوثق لنصوصه، لأنها ستدرس في سياق تجربته ضمن مسار زمني معين، لأنك إن لم توثق نصوصك سيقع الالتباس بعدها على القارئ• على ذكر السياق الزمني، ذكرت في رواية "التوابيت"، أنك تركت دراسة الأدب في السنة الأول جامعي، بعد أن عرفت أن قصائدك تدرّس لطلبة الليسانس، آنذاك، كيف كان ذلك؟ صحيح، بعد أن تخلّيت عن دراسة الفنون الجميلة وتحوّلت إلى الأدب، في السنة الأولى جامعي، فوجئت بأن هناك طلبة يعدّون مذكراتهم لنيل شهادة الليسانس حول نصوص لي•••عرفت طالبا اختار موضوع "الطفولة في شعر عز الدين ميهوبي" وآخر اختار موضوع "الوطن في شعر عزالدين ميهوبي" في رسالة التخرج•• بقدر ما أشعرني ذلك بسعادة كبيرة، خشيت أن يملأني غرورا، فغادرت معهد الأدب إلى تخصص آخر. لكن، ألا يعدّ تصرّفك ذاك غرورا واستعلاءً على غيرك ؟ لا•• لأن مساري الدراسي أخذ من كل موقع تجربة إضافية•• أنا في النهاية لم أتخصص لا في الفنون الجميلة ولا في الأدب•• وحتى شهادتي من المدرسة الوطنية للإدارة لم أوظّفها• اتجهت إلى الصحافة التي لم أدرسها أصلا، لكنني أعتقد أنني أكثر الناس ارتباطا بالتجربة الصحفية سواء الحكومية أوالحزبية أوالخاصة، إضافة إلى تجربة إدارة قسم الأخبار بالتلفزيون ثم إدارة مؤسسة الإذاعة الوطنية•• أول ما عيّنت على رأس قسم الأخبار بالتلفزيون، قوبلت باستهجان كبير من طرف العاملين بالمؤسسة، كونك شاعرا، صحيح؟ استهجنوا ذلك واعتقدوا أن وجود شاعر على رأس مديرية الأخبار في التلفزيون سيحول التلفزيون إلى منتدى ثقافي ويحيل نشرة الأخبار إلى أمسيات شعرية•• نرى في كثير من البلدان كيف يجتمع الإبداع مع المسؤولية•• رئيس وزراء فرنسا السابق شاعر مُجيد والرئيس المالطي السابق دومنتوف، رثى بومدين بقصيدة شعرية• والأمريكي نيل أمسترونغ، عندما عاد إلى الأرض، وصف رحلته إلى القمر بقصيدة شعر، وأغلب حكام يوغسلافيا، يكتبون في المسرح والشعر والرواية، حتى رادوفان كارازيتش، الذي يحاكم على جرائم حرب، هو من الشعراء الذين يكتبون عن الطفولة•• ويمكن أن أعرج على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو من أكثر الناس تذوقا للشعر والأدب، وهو من المتابعين الجيّدين للحركة الأدبية والإصدارات الجديدة. ألم تكن الإدارة عائقا على طريق تجربة ميهوبي الإبداعية؟ أبدا، بدليل أنني أصدرت 7 أعمال أدبية أثناء تواجدي على رئس مؤسسة الإذاعة الوطنية، مساري يثبت عكس ما يروّج له من أن الإدارة تقتل روح المبدع، المسألة كلّها، مرتبطة بحسن استثمار وترتيب الوقت•••للإنسان حياتان حياة يعيش بها الحياة وحياة يتذوق بها الحياة•• أمازلت تكتب ليلا؟ تغيّرت الطقوس•• أصبحت أكتب في كل وقت، خصوصا أثناء السفر. تخلّيت عن الكتابة الليلية، لأن الكوابيس التي ذكرتها في "التوابيت" انتهت؟ الحمد لله، انتهت•• هل تحن إلى السيارة الصفراء ونادل المقهى والبسطاء والدراويش الذين يسألونك في طريق المسيلة أو سطيف عن أحوال العاصمة ؟ / يتنهّد/••• يبدو أنك عايشت معي أحداث "التوابيت"، اعتقد أن رواية "التوابيت" هي جزء من مرحلة عاشها الكثير من الجزائريين وأردت أن أقدم من خلالها شهادة ضد النسيان على مرحلة قاسية في تاريخ الوطن، وأوثق لها بعيدا عن منطق التجريح أوالإساءة أوالإدانة• هل ندمت على شيء كتبته في "التوابيت" وتمنيت لو محوته من ذاكرة الرواية ؟ أبدا•••حتى أنه عندي مشروع كتاب دونت جزءا منه عنوته "خطأ أن تكتب، خطيئة أن تنسى"، الكتابة أمانة وإن لم تتحل بقدر عال من المسؤولية ضع القلم جانبا لديك "دين أدبي" على أحد، تخاف أن لا تقضيه ؟ إذا قدّر لي وكتبت عملا عن اتحاد الكتاب الجزائريين، الذي قضيت فيه فترة طويلة يمكنني أن أذكر كل واحد باسمه وما سعيت لأن أقدّمه له، سواء على المستوى الثقافي من نشر وتشجيع على المشاركة في الملتقيات أو على مستوى إنساني ومهني•• بخط أحمر، ما رأيك في من يقول إن عز الدين ميهوبي، هو الرئيس الشرعي للاتحاد ؟ موضوع الاتحاد انتهى وطوي ملفه على مستوى العدالة، المسألة بين أيدي المسيرين الحاليين للاتحاد، الذين عليهم أن يعيدوا للاتحاد موقعه العربي، كما عليهم أن يسرّعوا في عقد مؤتمر جامع في أقرب وقت للخروج من كابوس السنوات التي ضاع فيها جهد كبير لصالح الثقافة الجزائرية، بسبب حسابات خاطئة• عرفت كتابات ميهوبي، في مرحلة زمنية معينة جنوحا كبيرا نحو الملاحم والمسرحيات الغنائية. هل هجر ميهوبي اليوم، "موضة" الملاحم ؟ أملي كبير في أن يتحول عمل أصدرته في بيروت مؤخرا عن دار النهضة، بعنوان "طاسيليا"، إلى عمل أوبيرالي•• العمل، يتضمن رواية شعرية في شكل أوبرا، كتب عنها الشاعر محمد علي شمس الدين، واعتبرها مؤشرا لعودة الشعر المسرحي إلى الساحة الأدبية العربية••• أملي أن ينتبه إليها بعض المشتغلين في حقل الأوبرا والمغناة؛ لتجسيدها على الخشبة•• سعيت إلى تقديم شخصية "طاسيليا" ضمن رؤية أكثر حداثة تمتزج فيها الأسطورة بالإيقاع الشعري والدهشة التي يفرضها تسلسل الأحداث الدرامية•••• تراثنا لم يستثمر بشكل إيجابي. عندما ذكرت "طاسيليا"، قفزت إلى ذهني رواية "مكاشفات أسكرام" التي استحضرت من خلالها البيئة الصحراوية باستشرافات مستقبلية، وقفزت إلى "خبثي الصحفي" كذلك، قضية احمد بن محمد، مدير الثقافة بتمنراست، الذي اتّهمك مؤخرا، بسرقة فكرة الرواية من لسانه ؟ / هادئ لم يلبث ببنت قلق/ لا علاقة له ••• وقد استغربت كثيرا من تصريحاته•••أنا لم أفهم عن أي شيء يتحدث•••ماذا يقصد؟؟ أنا جعلت من تمنراست مكانا لأحداث الرواية•• هو لايعرف شيئا عن هذا العمل وإن كان لديه ما يثبت العكس فليقدّمه، إذا كانت لديه أفكار فليوثقها وينشرها وسنصفق له إن كان ما قيل على لسانه صحيح، أما أن يظهر في كل مرة واحد من العدم ويتهم الآخرين بالاختلاس الأدبي، فهذا تصرّف غير مسؤول البتة• أعود إلى براءة الحوار، لأسألك.. هل تحن إلى الكتابة الصحفية؟ أشعر دائما أن الصحفي داخلي على أهبة الكتابة• وما الذي يمنعك ؟ ليس هناك ما يمنعني، سوى أنني أسعى إلى أن أولي ما أوكل إليّ من مهام، قدرا كبيرا من الاهتمام والتكفل بالقضايا المطروحة والملفات الكثيرة الواردة إلى طاولة مكتبي يوميا••• ما دمنا نتحدّث عن الكتابة الصحفية وما دام نسق الحوار ثقافيا، كيف تقيّم أداء الصحافة الثقافية في الجزائر؟ هناك الكثير من النشاطات الثقافية والمؤلفات والكتب التي تصدر ولا تتعرض لها الصحافة الثقافية ••مأساة حقيقية أن يكون في الجزائر أكثر من 70 عنوانا صحفيا، أغلبها يهمل الخبر الثقافي • ما هو الحد الفاصل بين السياسة والإبداع ؟ الكتابة أن تكون صادقا فيما تكتب وأن تكون مدركا بأن ما تكتبه سيحكم عليه التاريخ آجلا أو عاجلا. التاريخ أيضا يحكم على الأعمال الدرامية والسينمائية، فهل تعتقد أن مسلسل "عذراء الجبل" أنصفه الإعلام وقبله المُشاهد؟ يجب أن لا ننظر إلى العمل من زاوية الملاحظات السلبية التي قيلت بشأن الديكور أو مستوى اللغة، علينا أن نتساءل هل حققت هذه العملية الفنية أهدافها الثقافية ؟••أقول نعم•••لأنها قدمت للعالم العربي وحتى الإسلامي شخصية جزائرية، لم يكن لها حضور سوى في كتب تاريخنا، الآن أصبحت "لالا فاطمة نسومر" معروفة حتى في شرق آسيا وكل البلدان التي اشترت المسلسل وعرضته على شاشاتها••• لا يجب أن ننظر فقط إلى الجزء الفارغ من الكأس•• وماذا عن كأس "زبانة" السينمائي هل ملئ عن آخره، أم هو في طور الملء؟ "زبانة" عمل سينمائي يستحق أن يولى الاهتمام الكافي• الفكرة بدأت سنة 1999 عندما عرض العمل المسرحي الذي كتبته وأخرجه مسرح وهران••ثم تطورت الفكرة لتحويله إلى سيناريو عمل سينمائي، بالتنسيق مع المخرج سعيد ولد خليفة،، قبل أربع سنوات كشف المخرج لمين مرباح أيضا، مؤخرا، عن استعداد مؤسسته الخاصة لإنجاز مشروع مماثل حول شخصية الشهيد "أحمد زبانة"، فهل سيعيقكم ذلك ؟ نحن لسنا أوصياء على أي كان في تقديم عمل على زبانة، نأمل أن يطهر زبانة في مئة عمل سينمائي، نحن قدّمنا التجربة الأولى ولتتلوها تجربة ثانية••"لالا فاطمة نسومر" مثلا، أول من قدمها على الخشبة الأستاذ صادق بخوش في مسرح بومرداس؛ ثم قدمتها أنا، في مسلسل تلفزيوني، ثم قدمها عمر فطموش في مسرحية أخرى، وما أثر ذلك إلا إثراءً لشخصية البطلة••• مشروع "زبانة" أخذ حيزا كبيرا في كل المواقع•• أودع في وزارة الثقافة، تم الاتصال بوزارة المجاهدين، قدمت شخصيا نسخة من العمل للسيدة خليدة تومي، قبل أربعة أشهر، ونسخة للمجاهد ياسف سعدي، الذي أعجب بها ومدّنا بمعلومات أخرى دعمنا بها العمل•• نحن على بعد خطوات من تجسيد العمل في الوقت الذي طهر لنا فيه الأستاذ لمين مرباح، ليقول إنه السباق في طرح العمل•••المهم، نأمل أن يكتب النجاح لكل زبانة جديد، نأمل فقط أن لا نسيء إلى رموز الجهاد والتضحية في الجزائر• ما دمت ذكرت الكاتب صادق بخوش، لا بد أن أسألك عن رأيك في فيلم "مصطفى بن بولعيد" الذي لم يقنع النقّاد كثيرا؟ شاهدت الفيلم وأعجبت به كثيرا، فيه جرأة فنية وجرأة تاريخية•• الفيلم منح كل الإمكانات، ليكون على مستوى الثورة ورجالها، العمل هندس له المخرج الكبير أحمد راشدي، وتناول قضايا تاريخية وشخصيات لم تطرح سينمائيا قط•• لكن، غابت عنه الجرأة السينمائية خصوصا ما تعلّق بالحميمية• ووصف بالفيلم التربوي ؟ ما أعرفه أن الفيلم صور في أكثر من سبع ساعات وقد تكون المقاطع التي حذفت تتضمن ما تتحدث عنه، لكن في اعتقادي لو أغرقت هذه الأعمال في الحميميات لاتخذت منحى سينمائي آخر• قلت إن فيلم "مصطفى بن بولعيد" تناول قضايا تاريخية وشخصيات لم تطرح سينمائيا من قبل، فما الذي يعدُ به فيلم "زبانة"؟ تناولنا حياة زبانة من زاوية مهمة وهي توظيف الاستعمار للآلة القانونية القاتلة، بمعنى أن الفيلم يناقش ظروف محاكمة زبانة، الذي قبض عليه بعد معركة غار بوجليدة بعد فترة قصير من اندلاع الثورة، كانت محاكمته طويلة لما يقارب السنتين، إلى أن نفذ فيه حكم الإعدام، لذا الفيلم تطهر فيه شخصيات سجن سركاجي، كمفدي زكريا وأغلب الشخصيات التي أحاطت بزبانة في تلك الفترة، اعتمادا على وثائق ومرجعيات تاريخية. ركزنا كذلك على حادثة الهجوم على بنك وهران والتي تظهر من خلالها شخصية المجاهد الحاج بن علّة، وزدور ابراهيم وحمو بوتليليلس وشخصيات أخرى• ذُُكرت بعض الوجوه السينمائية التي من المنتظر أن تجسد أدوار البطولة في الفيلم، فهل سيزكي عز الدين ميهوبي وجها آخر؟ أنا ممن يحترمون اختيارات المنتج والمخرج فهما الأفرب إلى الرؤية السينمائية مني•• ربما يكون لي رأي غير مناسب• في 1978 كتبت مرثية لهواري بومدين ولم تقرأها من قبل، هل لك أن تطلعنا عليها؟ لم يكن هنالك مبدع عايش تلك الفترة ولم يكتب عن رحيل بومدين، هزتنا الفاجعة فكتبت بحرقة عن رحيله، في تلك الفترة لم أكن مؤطرا حزبيا أو جمعويا ولم يكن لدي منبر أقرأ عليه••لا أستطيع أن أذكرها الآن، لكن ما أذكره أنني شاركت حينها، في مسابقة للرسم بخمس لوحات حول رحيل بومدين فازت منها أربع لوحات بالجوائز الأولى. مازلت تحسن رفع ريشة الرسم، أم أن الزمن أسقطها من يدك؟ عندي رغبة شديدة في العودة إلى ممارسة الرسم، أكشف لك بأنه عندي مشروع للمزاوجة بين الرسم والأدب، اخترت نصوصا شعرية من الريبرتوار الإنساني العالمي، لتحويلها إلى لوحات•• دبلوماسية، مسؤولية، أدب - وعذرا كولسة - زيادة على الرسم !! من أين تجد الوقت لكل ذلك؟ ألم تظلم عائلتك معك؟ / بتأثر كبير/ أوووه ، ظلمتها كثيرا معي وهي تعرف ذلك ولكن ليس بالإمكان تغيير الوضع، المسألة مسألة خيار•••لكني أحاول دائما أن أمنح العائلة قسطا كبيرا من الاهتمام•• ما قصة "هارون" السوداني، الذي خصصت له قصيدة في ديوان "أسفار الملائكة"؟ كنت أتواصل معه أيام الشباب قبل ثلاثين سنة، ثم غاب عن الأنظار والأسماع ولم نتواصل منذ مطلع الثمانينيات، عندما ذهبت إلى الخرطوم في جانفي 2005، في إطار الخرطوم عاصمة للثقافة العربية، تذكرت هارون، كتبت نصا عنه وقرأته أمام الحاضرين، ففوجئت بأحد الحاضرين وكان ضابط شرطة وفي الوقت نفسه، أمينا عاما لاتحاد الكتاب السودانيين، يقول لي "صف لي إياه وسأحضره لك في الحين"••• إيييه، هارون••• على ذكر السودان، نعرف أن علاقة خاصة جمعتك بالروائي السوداني الراحل الطيب صالح، الذي سلّم الروح، مؤخرا••• رحمة الله عليه••• ربطتني به علاقة منذ أكثر من 20 سنة، حاورته سنة 1988 لصالح يومية "الشعب"، وتعزز تواصلي به ونحن أعضاء في مجلس أمناء جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري•• كان رجلا يمتلك ثقافة تراثية لا قبل لي بها•••دعوناه سنة 1999 إلى الجزائر في إطار الأيام العربية للأدب والشعر بالتنسيق مع اليونسكو ومع الديوان الوطني لحقوق التأليف، فكان لحضوره وترأسه لإحدى الجلسات الأدبية الساخنة أثره في تهدئة الجلسة••• كان النقاش حول إمكانية التحاق الجزائريين ب"الرابطة القلمية" ومقرها في بريطانيا واعتقد الحاضرون آنذاك، أن اتحاد الكتاب الجزائريين يريد أن يزج بالجزائر في عضوية هذه الرابطة التي يقولون إن اللوبي اليهودي يسيطر عليها•• ما دمت تحدثت عن اليونسكو، أستحضر لك خبر ترشّح السفير الجزائري السابق، محمد بجاوي، وإعلانه الترشح لمنصب اليونسكو عن دولة كمبوديا، احتجاجا على عدم ترشّح الجزائر؟ قرأت ذلك في الصحافة وليس لديّ تعليق على ذلك•• ما هي قراءتك للحركة الأدبية الجزائرية، ومن تصفه بالفاعل فيها؟ الذي يكتب بصمت ولا يثير الكثير من الصخب•• الذي يكتب كثيرا ولا يتكلم كثيرا. على غرار؟ نهنئ عبد الرحمن بوزربة مثلا، الذي يتحدث قليلا ويكتب كثيرا•• لخضر فلوس، عاشور فني في الشعر ••• ومرزاق بقطاش في الرواية، صاحب الأعمال الأصيلة التي تشتغل على الفكر والتاريخ•••