خلف كل ستارة ترفع حكاية، خلف كل ستارة تسدل حكاية· كل حكاية لا تشبه إلا نفسها· نشاهد العروض المسرحية، نستمتع بها أو قد نكرهها، لكن لا نعرف كم كابد صانعو العمل من تعب لإيصاله··· لنبحث في كل قصة··· لنبحث في كل حكاية· ليس من أجل تبرير ما لا يبرر، وليس من أجل إعطاء قيمة مضافة· فقط من أجل المعرفة· الحبل المتهدل مسرحية في قبو يلتقي ''قادة بن سميشة'' صديقه ''هارون آل كيلاني'' صدفة، يرشده ''آل كيلاني'' إلى نص ''الحبل المتهدل'' للكاتب الإسباني ''فرناندو آرابال''، ''بن سميشة'' المغرم بقراءة الأدب الإسباني واللاتيني، يجد في هذا النص استفزازا لروح المخرج فيه، يوقظه ليلا من نومه ليقرر: سأشتغله! النص الذي كتبه ''آرابال'' مفصل على مقاس فرقة ''تعاونية الديك'' المكونة من ثلاثة أفراد من عائلة بن سميشة: الأب وابنيه· تبدأ الفرقة في العمل في القبو الذي جهزه ''قادة'' ليصبح متحفا لمسرح العرائس· لكن أحد الإبنين يضطر للسفر إلى فرنسا لفترة بدعوة من مسرح ''L'' للإشتغال في أحد العروض ··· يتوقف العمل لفترة قبل أن يستأنف من جديد، تستفز قضايا الحرية الممثلين الثلاثة، فيمضون في التدرب على التعبيرات الجسدية المصاحبة للخطاب المسرحي، يستنفر الشابان خبرتيهما في مجال الرقص، ويدرسان كل حركة··· العمل على وشك أن يكتمل، لكن للأسف المسرح الجهوي لسيدي بلعباس مقفل بسبب الترميمات، ليس هناك مكان لضبط العرض تقنيا بشكل كامل، العرض الأول بقاعة الموقار بالعاصمة، كان فرصة للتدرب لمدة ثلاثة أيام، الوقت ضيق والضغط كبير، لكن العائلة تتكاتف من أجل إخراج العمل في أحسن صورة· شكرا لك صديقي ''آل كيلاني'' على شرارة النص التي أطلقتها في''آل سميشة''··· شكرا لك ''عمي قادة'' على هذا الشغف· هابيل مسرحية تطالب بحق الوجود يدافع العمل المسرحي ''هابيل'' عن حقه في الوجود، بعد خمسة عشرة عاما من عرضه· يجتمع صناع العمل المخرج ''عز الدين عبار''، الكاتب ''احميدة عياشي'' والممثلان ''نضال الملوحي'' و''عبد القادر بلاحي'' من جديد، فرقتهم الدنيا وظروف العمل لفترة، وبقيت في الحلق غصة العمل الذي لم يأخذ حظه· لم يعد مكان التدريب يطرح إشكالا كما في الماضي، ففضاء ''بلاستي'' الملحق بمبنى جريدة ''الجزائر نيوز'' مفتوح للفريق، يصعدون منحدر شارع بيردو، يصلون إلى القاعة··· القاعة فضاء لإعادة تشكيل العمل وسط اشتياق الأصدقاء لبعضهم البعض· ''عبد القادر'' قلق نوعا ما، فهو لم يقف على الخشبة منذ ثمانية أعوام، يهمس ''احميدة'' في أذنه: ''خيي مالك؟··· أنا حبست خمسة وعشرين سنة وراني راجع نورمال''، يضحك الاثنان، ويسلم ''عبد القادر'' جسده للاسترخاء· كذا مرة وصلت متقدما عن وقت عملي إلى الجريدة، فأجد ''عز الدين'' ساهما عند باب الفضاء· كنت أسلم فلا يرد··· كنت أتساءل: ''ما الذي يشغلك يا عبار''؟ ربما كان يتذكر عام ,1996 يوم كان ''احميدة'' يمارس جنونه بالصراخ عليه تحت بيته على الثانية عشرة ليلا: ''عز الدين اخرج''! يخرج الاثنان وسط احتمالات الموت الممكنة، يقرأ ''احميدة'' نصوصه ويستمع ''عز الدين''··· أو ربما كان مشغولا بموازنة تخيله لكبر الفضاء من خلال قراءة إعلانات النشاطات المقامة به، وبين صغر حجمه في الواقع··· يكبر الفضاء حينما نكبر نحن··· يكبر بنا ومن أجلنا يا ''عبار''· ينتهي العمل في القاعة··· يستمر خارجها··· الأصدقاء مجتمعون دوما··· لا حدود واضحة تفصل بين العمل والراحة··· في العمل راحة كذلك· في عملكم راحتنا··· متعتنا··· بقاؤنا·· اجتماعنا على الصداقة وحب المسرح والحياة·