أكد السفير الفلسطيني في الجزائر الدكتور لؤي عيسى، أن من يحب فلسطين عليه المحافظة على الجزائر قوية متماسكة وموحدة، وأضاف السفير عصر أمس، في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الأمانة الولائية للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية بوهران، لعيد النصر المصادف ل19 مارس من كل سنة، "أن التحديات الأمنية الإقليمية والدولية والصراعات المذهبية المقيتة، تفرض على الشباب الجزائري، رص الصفوف، نبذ الخلافات وتعزيز عرى الوحدة الوطنية، لتجنيب البلاد ويلات الانزلاق إلى حروب داخلية مذهبية شنيعة ومدمرة"، ودعا الدكتور لؤي عيسى، في مداخلته أمام جمع غفير من إطارات "الإينجيا" وحزب جبهة التحرير الوطني ونواب البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة بالولاية، أن يجعل الشعب الجزائري قاطبة فلسطين أكبر حزب في وطنهم، لأنها باتت آخر القلاع المستهدفة من قبل دول الاستكبار العالمي، بل وتعمل اليوم جاهدة من أجل إسقاطها بالفتن الداخلية وضرب اقتصادها القوي وجيشها القومي العقائدي، وحذر السفير الذي يقوم بزيارة رسمية إلى عاصمة الغرب الجزائري، من الانسياق وراء الصراعات المذهبية المفتعلة، التي تهدف في الأخير إلى تفتيت الدول العربية وتقسميها إلى كنتونات متناحرة، مضيفا أن الغرب يريد إعادة النظر في اتفاقية "سايكس بيكو" التي انتهت صلاحياتها بعد 100 سنة من تطبيقها، واصفا الصراع الحالي بالأشرس، لاسيما وأنه يستهدف أمتنا في صميمها من خلال تشويه صورة ديننا الحنيف، واتهامه بإرهاب مصطنع من قبل المخابرات الصهيونية الأمريكية. وفي سياق متصل أثنى الدكتور لؤي عيسى، بهمة الشباب الجزائري الذي أثبت وطنيته وعروبته وتشبثه بفلسطين، لاسيما في المباراة الودية الأخيرة التي جمعت المنتخب الأولمبي الجزائري بنظيره الفلسطيني الشقيق، واصفا هذا الحدث الرياضي بالتاريخي والهام، متأسفا على الأوضاع التي باتت عليها الكثير من الدول العربية، ما جعلها اليوم فلسطين قضية منسية ومهمشة بل وفي آخر اهتمامات بعض الحكام العرب، مضيفا أن الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة والكثير من الرؤساء الجزائريين على غرار الزعيم الراحل هواري بومدين، يمثلون شعلة منيرة لقيادات تتسم بالحكمة وبعد النظر، كيف لا؟ وهي التي دافعت ولا تزال بوفاء وثبات عن القضية الفلسطينية، بل وجعلوها في سلم أولوياتهم في مختلف المحافل والمنابر العالمية التي شاركوا فيها... وصرح السفير، أن الشعب الفلسطيني لا يزال رغم المعاناة والحصار يكافح بمفرده جبروت الكيان الصهيوني، وأن النصر مهما طال الأمد سيكون حليفه، مشددا على أن الشباب المحاصر في كامل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، أكد دائما وأبدا اقتداءه بمآثر وبطولات الثوار الجزائريين، بدليل أن الكثير منه يقوم بالتحاف راية بلد المليون ونصف المليون شهيد، مؤكدا أن الصهاينة يخافون من الجزائريين بل ويحسبون لهم ألف حساب. ليختم تدخله، بأن الفلسطينيين آثروا تقديم الوحدة والتماسك في الانتفاضة الثالثة المباركة لكن آخرين فضلوا التقاتل والتناحر مذهبيا وطائفيا ما تسبب في الأخير إلى مزيد من التشرذم والتفرقة وباتت الكثير من الدول العربية تواجه مخاطر "الفدرلة" والتقسيم بأمر وتخطيط وتنفيذ من لدن الدول الكبرى.