لم تعد دكاكين الحي الصغيرة تلبي كل احتياجات المستهلك و خاصّة بالمدن الكبرى فالتعوّد على نمط التبضع من "السوبرمارشي"و "إيبرمارشي" أحال الكثير من التجار البسطاء على البطالة لأن المساحات التجارية الكبرى باتت منافسا قويّا للبقال أو الخضار أو الجزّار .و ساهم الانفتاح على العالم الخارجي و تقليد أنماط عيش الغرب في إحداث تغيير جذري على مجتمعنا ما دفع الكثير من العائلات الجزائرية إلى التخلي عن نمط الاستهلاك القديم ففي اعتقادها أنه لم يعد صالحا لركوب موجات التحضّر و التمدّن لكن التغيير كان أعمق و أحيانا يتنافى و الدين و الأخلاق فهذا النمط من الاستهلاك هو التبذير بعينه لأننا أصبحنا نشتري كل ما نشتهي و هذه صفة كانت مذمومة عند المسلمين في زمن السّلف الصالح حتى كان ينهى بعضهم بعضا عن التبذير و الاسراف في الاستهلاك فيقولون "أكلّما اشتهيت اشتريت" و لكن في زمننا أصبح الإسراف مفخرة و التبذير دليل على القدرة الشرائية و التردد على المساحات التجارية يعطي انطباعا بالتحضّر فلا مجال للمقارنة بين مركز تجاري و دكان الحيّ لكن أحيانا يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ،و قد يجد المستهلك ضالته لدى صاحب المحل الصغير الذي يجتهد لتوفير أجود السلع و بأنواع مختلفة و أسعار قابلة للتفاوض حتى يحافظ على زبائنه ،و مثل هذه الامتيازات لا نجدها داخل "السوبرمارشي" حيث تكون الأسعار أعلى و غير قابلة للتفاوض و يكون الإغراء كبيرا فلا يصدم رب العائلة إلاّ عند دفع فاتورة المشتريات و المأكولات و الخدمات