عادت مظاهر تسول الرعايا الافارقة من مختلف الجنسيات لتغزو شوارع وهران مجددا بعد اقل من شهر فقط من تنظيم السلطات المحلية لحملة واسعة النطاق لترحيل زهاء 900 رعية افريقية الى مركز متخصص في ولاية تمنراست ، وبات مشهد العشرات من النساء والاطفال الافارقة الذين يستعطفون المارة للحصول على صدقة مالوفا من جديد ،وانتشرت في هذه الايام في زوايا الشوارع الرئيسية نساء يرجح انهن من النيجر للتسول باطفالهن في ارصفة الشوارع الرئيسية في قلب المدينة ويتساءل سكان المدينة ان كان هؤلاء قد عادوا الى وهران مجددا بعد ترحيلهم قبل نحو شهر منها نحو بلدانهم الاصلية ام انهم رعايا جدد ،غامروا بالهجرة الى الشمال مجددا من بلدان الساحل الصحراوي التي تعرف اضطرابات اجتماعية وامنية رهيبة انعكس على الاستقرارفي المنطقة ، ،ويقول مسؤولون من مصلحة المساعدات الاجتماعية المستعجلة ان الافارقة المرحلين غالبا ما يعودون الى الولايات الساحلية والمدن الكبرى للبحث عن مصدر رزق في ظل انفجار الاوضاع الامنية التي انعكست بدورها على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في بلدان الساحل الافريقي واستثمرت شبكات منظمة لتسهيل الهجرة غير الشرعية في هذه الازمة ، لتساهم في اغراق الولايات الجنوبية بالبلاد بمئات الافارقة من مختلف الجنسيات ،حيث غالبا ما يزحف هؤلاء نحو الولايات الساحلية والمدن الكبرى في الجزائر للبحث عن عمل ومصدر رزق ،ويلاحظ استغلال واضح للاطفال الافارقة في التسول من طرف نساء افريقيات من مختلف الجنسيات ،وهو ما يجعل المشهد اشبه بماساة انسانية تتطلب تظافر الجهود للتكفل بهم وترحيلهم نو بلدانهم الاصلية ،كما يلاحظ غياب شبه كلي لجمعيات المجتمع المدني وهيئات انسانية دولية اخرى تتغنى دائما بالدفاع عن حقوق الانسان وتتخلى عن هؤلاء الافارقة الذين يعيشون ظروفا ماساوية بكل المقاييس فاغلبهم يعيش في التجمعات القصديرية المنتشرة على حواف المدن الكبرى ويبقى اغلبهم بلا طعام ولا ماء لايام ،وينتظرون بفارغ الصبر ما تجود به جيوب المارة من نقود لعلهم يسدون رمقهم بها ،ورغم مجهودات السلطات المحلية والمركزية التي تهدف لاعادتهم لبلدانهم الاصلية وانهاء معاناتهم مع هذه الهجرة غير الشرعية ، الا انها عجزت عن التخلص نهائيا من الظاهرة ،بينما يغط المجتمع المدني وجمعياته في نوم عميق ويغيب دورها في مثل هذه الحالات وهي التي غالبا ما تدافع عن اشجار الحدائق احيانا ،وتتعامى عن ماساة انسانية تعرفها شوارع رئيسية بقلب المدينة يوميا ليبقى التساؤل مطروحا عن دور الحركة الجمعوية عموما خاصة وانه مكمل لدور السلطات المحلية في التكفل ببعض احتياجات المنكوبين الافارقة باستثناء المبادرات الخيرية التي تعد على الاصابع ،ويطالب السكان من الجهات الوصية مواجهة هذا الاشكال بطرق واساليب انجع ،خاصة بعد ان اثبت الواقع ان عمليات الترحيل المتكررة فشلت في تخليص شوارع الولاية من ظاهرة التسول التي باتت ازعاجا حقيقيا للمارة وللسكان ولم تقتصر كما هو معلوم على الرعايا الاجانب بل اصبحت في السنوات القليلة الماضية اشبه بمهنة وكثيرا ما احيل "المعتادون " عليها للعدالة،ولم يقتصر الازعاج المترتب عن كثرة المتسولين والمهاجرين الافارقة على المناطق الواقعة بوسط المدينة بل اضحى سكان الاحياء التابعة لبلدية وهران وضواحيها يعانون ايضا جراء انتشار مظاهر غير اخلاقية في احيائهم التي تعج بالافارقة من مختلف الجنسيات ، ويتسبب هذا الوضع في وقوع مناوشات غالبا ما تطور الى شجارات جماعية بين السكان ومجموعات المهاجرين غير الشرعيين ،في حين اصبح سكان التجمعات القصديرية ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر المنطقة المسماة "الوادي" بحي بوعمامة يسهرون على وقع انغام صاخبة كل ليلة سبت مرغمين، بفعل نمط حياة الافارقة الغريب عن تقاليد المجتمع المحلي جراء تعاطي الخمور جهارا نهارا واطلاق العنان للموسيقى ،مما يشكل ازعاجا للسكان المحافظين بطبعهم ،وراسل السكان في مناسبات عديدة اجهزة الامن وطالبوا بالتدخل لفرض احترام القانون و الاداب العامة باحيائهم.