تقمصت الممثلة الشابة أمينة بلحسين، شخصية محورية في مسرحية جديدة من إنتاج المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، الذي احتضنت قاعته عرضه الشرفي الأسبوع الماضي، وعن دورها في مسرحية "الغلطة"، تحدثت أمينة بلحسين بكل عفوية للجمهورية، عن مشاركتها في هذا العمل المسرحي المتميز، من إخراج مولاي ملياني محمد مراد، وتأليف الكاتب سعيد فحصي. الجمهورية : ما الذي شدك في شخصية خديجة زوجة عمار، التي قمت بتجسيدها في مسرحية "الغلطة"؟ أمينة بلحسين :عندما عرض علي المخرج مولاي ملياني محمد مراد هذا الدور، تحمست كثيرا لمعرفته، وبعد قراءتي للنص، وجدت بأن شخصية خديجة جديدة بالنسبة لي، و مختلفة تماما عن الأدوار التي قدمتها من قبل، والتي انحصرت في دور الخادمة و الطفلة و غيرها من الأدوار، سواء في المسرحيات الخاصة بالكبار، مثل "الكرسي والحاكم" و "المشعل" و "وفية"، و أيضا "نوار الصبار"، التي فزت عنها على جائزة أحسن ممثلة واعدة، في المهرجان الوطني للمسرح المحترف، دون أن أنسى العروض الخاصة بالصغار، لقد كشف لي المخرج بأنه رأى في كل الأبعاد الفيزيولوجية و السوسيولوجية، التي تتطلبها هذه الشخصية، و على هذا الأساس اختارني للعب دور خديجة زوجة عمار، الشابة المثقفة الحاملة لشهادة الليسانس، فضلت التفرغ لحياتها الزوجية على العمل، و هو الأمر الذي لم توافق عليه أمها، التي أصرت على ضرورة خروجها للعمل، حتى تتمكن من مساعدة زوجها لتغطية مصاريف البيت، و هو المطلب الذي رضخ له الزوج رغم معارضته له. هل وجدت صعوبة في تجسيد دور تقدمينه لأول مرة على خشبة المسرح؟ في الحقيقية الدور شدني كثيرا، واشتغلت عليه أكثر، لأنه صعب ومرهق للغاية، باعتبار أنه يتطلب التمثيل و الغناء و الرقص في أن واحد، لكن إصراري على الظهور، في دور جديد من خلال هذا العمل الاستعراضي، جعلني أتحدى كل الصعاب، بل و أتحدى حتى نفسي، من أجل التفوق و النجاح، وتحقيق ذاتي كممثلة محترفة، مستعدة لتقمص كل الأدوار، و أكثر من هذا تعلمت أشياء كثيرة مع الكوريغرافي عيسى شواط و الموسيقي محمد زامي، لم أكن أعرفها من قبل، كما أنني مدينة للمخرج مولاي ملياني، بكثير من العرفان لأنه فعلا ذكي، ويعرف ماذا يريد من الممثل الذي أمامه، و كيف يخرج الطاقة و القدرات الفنية الكامنة بداخله، وحسب الأصداء التي وصلتني، و أيضا التي لمستها عقب كل عرض، فان المسرحية لقيت استحسان الجمهور، كما أنه أعجب كثيرا بأدائي في مسرحية "الغلطة". ما هو طموح الممثلة المسرحية أمينة بلحسين؟ في الحقيقة أنا أكتشف أمينة بلحسين في كل عمل مسرحي جديد أمثل فيه، و أرى بأن هذه الرحلة الاستكشافية لا تزال في بدايتها، أكيد لدي طموح لتقديم العديد من الأدوار القوية و المختلفة، التي تحظى بإعجاب الجمهور و تبقى راسخة في ذاكرته، فأنا أحب الأدوار الجادة، التي تتطلب عملا كبيرا و جهودا معتبرة، أحب أن أتعب و أجتهد في الدور الذي أتقمصه و أقدمه، و كلما أجسد شخصية ما في عمل ما، كلما تزاد رغبتي في تقديم الأفضل، المسرح بالنسبة لي مثل البحر، و بالتالي فان رحلتي فيه لاتزال طويلة.