المباراة الحاسمة التي رسمت صعود " العبابسة " لم تكن عادية بالنسبة لسكان مدينة بلعباس التي تزينت بألوان الثلاثة الأحمر والأبيض والأخضر، فمدخل المدينة سيدي الجيلالي شد إنتباهنا تنصيب راية كبيرة وطويلة بأمتار معدودة مكتوب عليها عبارة "لسنا الأكبر .. لسنا الأشهر ..ولكننا نسعى لنكون الأفضل"، وهو نفس الشعار الذي تم بشارع "فيلاج تيار" الذي زين عن أخر بأحمر وأبيض وأخضر وأغاني رياضية وأنصار يلبسون أقمصة لاعبي إتحاد بلعباس، حتى أن مدخل بلاص "كارنو" قلب مدينة سيدي بلعباس عرف نفس الأجواء رغم أشغال " الترامواي" إلا أن الأعلام والشعارات غطت الورشات الموجودة في أكبر ساحة بالمدينة، بلاص "غاردن" ومن لا يعرف هذه الساحة ببلعباس، هي الأخرى شهدت تجمع العقارب الذين كانوا يقومون بواجب الضيافة لنظرائهم من شباب باتنة في صورة معبرة صنعت أجواء الروح الرياضية. ولم يكن مقهى "بعبلك" بعيدا عن احداث المدينة فالكل كان مبتهجا والتهافت كان منقطع النظير على تذاكر الدخول المباراة التي كانت مبرمجة ما بين الإتحاد وشباب باتنة برسم الجولة الأخيرة من عمر الرابطة الثانية المحترفة، ولم تمنع الأمطار التي كانت تنزل بغزارة بمدينة بلعباس أنصار الفريق بالتجمع في ساحة " تفي شي"، أين كانت نقطة إنطلاقة الموكب نحو ملعب 24 فبراير مرورًا بفندق بني تالة أين كان يقيم أشبال المدرب بن يلس، الذين إبتهجوا وتجاوبوا مع الأحداث التي كانت في الخارج ،ونفس الشأن بالنسبة للاعبين الذين ولأول مرة منذ إنطلاق الموسم كانوا مستعدين لمباراة رسمية دون أي ضغط أو قلق، فقد طان الجميع مبتهج وسعيد لإدراك الهدف المنشود وهو الصعود، لتكون الساعات التي سبقت مواجهة باتنة فرصة لإستحضار ذكريات الموسم، فكان بن غورين سفيان قائد الجوق في غرفته التي تقاسم فيها الجميع احتفالهم المشترك بالصعود ، بحضور نظرائهم من باتنة الذي أبوا إلا أن يشاركو العقارب فرحتهم بما أنهم كانوا معنيين أيضًا بالصعود إلى قسم النخبة الانصار و أجواء الفرحة تحث الأمطار ....الساعة كانت تشير إلى الثانية وربع موعد التوجه إلى الملعب،حيث شهدت الطريق إزدحام مروري كبير إلا أن الأمن فتح الطريق لحافلتي الفريقين ليكون الوصول إلى الملعب ، وفي محيط الملعب جماهير إتحاد بلعباس لم تمنعها الأمطار من التوافد على مدرجات 24 فيبراير، رغم أن الحضور لم يكن قياسي لكن المتواجدين بالملعب صنعوا الفرجة،حيث حظي به رفقاء عبدات باستقبال حار من طرف العقارب الذين حملوا البالونات الحمراء والخضراء والبيضاء افي صورة جميلة زينت فضاء ملعب 24 فيبراير وسط إستعراضات الفركلورية ، لتنفجر المدرجات بمجرد رؤية صاحب حجر الأساس للصعود المدرب التونسي بوعاز الذي أبى إلا أن يشارك العقارب فرحتهم ولبى الدعوة لحضور العرس، لتكون لحظات معبرة للمدرب التونسي الذي لم يتملك نفسه بعدما رأى حفاوة الإستقبال من أنصار ليسوا بناكري الجميل، المدرب بوعكاز و الشعور بالإعتزاز فتحيته لهم صاحبتها دموع نزلت من أعين التقني التونسي الذي جال ملعب 24 فيبراير بوشاح إتحاد بلعباس، وتجاوب مع أنغام الموسيقية التي صنعتها فرقة الفركلورية وسط تصفيقات أنصار إتحاد بلعباس، لتأتي ساعة الحسم للاعبين تحسبًا لإنطلاق المباراة وتشتعل المدرجات بالألعاب النارية الممنوعة من الناحية القانوية بالنسبة للوائح الفاف، لكن الأمر يتعلق بفرحة العقارب فكل شيء يهون من أجل ساعة فرحة وإحتفال، لتسبق صافرة الحكم ميال تكريمات من طرف والي الولاية السيد محمد حطاب قبل إنطلاق المواجهة بدقائق قليلة