اعلنت جماعة جند الله السنية أمس مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين استهدفا مسجدا للشيعة في مدينة شاهبهار جنوب شرقي ايران. وأسفر التفجيران عن مقتل 38 شخصا على الأقل وإصابة العشرات. واعلنت الجماعة مسؤوليتها عن الهجوم في بيان نشر على موقعها الالكتروني. وقال البيان -الذي نقلته وكالة الانباء الفرنسية- قتل عشرات من المرتزقة وحرس (الثورة الايراني) في هذه العملية المزدوجة التي وقعت امام مديرية مدينة شاهبهار. وأضاف البيان أن هذه العملية رد على شنق قائد الجماعة الامير عبد المالك ريجي. وكان ريجي قد اعتقل في فبراير الماضي واعدم في جوان. ونشر الموقع صور شخصين -قال انهما نفذا الاعتداء- وهما يرتديان أحزمة ناسفة. وعرفهما الموقع على أنهما سيف الرحمن شبهاري وحسن خاشي. واشارت الانباء الى ان التفجيرين وقعا خارج مسجد الامام الحسين في المدينة، حيث يحتفل الايرانيون الشيعة بذكرى عاشوراء. ويعتقد ان عددا من النساء والاطفال من ضمن القتلى والجرحى. ونسبت الوكالة الايرانية الى نائب رئيس الوزراء الايراني للشؤون الامنية علي عبد الله قوله ان المعدات التي استخدمت في التفجيرين تشير الى ضلوع عناصر ارهابية. واضاف علي ان تلك العناصر تدعمها اجهزة استخبارات اقليمية وامريكية، موضحا ان الهجومين وقعا بين العاشرة والعاشرة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، خلال شعائر اليوم التاسع من عاشوراء. وقال انه تم التعرف على احد الارهابييّن، واطلقت عليه النار لكنه تمكن من تفجير نفسه، ولم يصب احدا باذى. وتقع مدينة شاهبهار الساحلية بالقرب من الحدود مع باكستان، وهي مدينة مختلطة بين السنة والشيعة. يشار الى ان تلك المنطقة تعتبر معقلا لجماعة جند الله السنية الايرانية المتشددة، والتي تقول ان السنة يتعرضون لسوء المعاملة والتمييز في ايران. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن المسؤول في منظمة الهلال الاحمر الايراني محمد مظفر قوله ان المنظمة كانت في حالة استنفار خلال الايام القليلة الماضية بعد ان تسلمت تهديدات مجهولة. وكانت محافظة سيستان بلوشستان، التي تقع فيها المدينة، قد شهدت في جويلية تفجيرين مزدوجين اسفرا عن مقتل 27 شخصا على الاقل. وقد اعلنت جماعة جند الله مسؤوليتها عنهما، وقالت انهما كانا انتقاما لاعدام زعيم الجماعة عبد الملك ريجي في جوان السابق له. ويقول المسؤولون الايرانيون ان هذه الجماعة تعمل من داخل الاراضي الباكستانية، وتتلقى دعما من قوى غربية، منها الولاياتالمتحدة، الا ان واشنطن تنفي ذلك. وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد وضعت جماعة جند الله على قائمة المنظمات الارهابية الاجنبية الشهر الماضي. يذكر ان مهربي المخدرات ينشطون ايضا في تلك المنطقة الحدودية التي تربط ايرانوباكستان وافغانستان، وهم يهاجمون احيانا قوات الامن الحكومية لتلك الدول. يشار إلى أن السلطات الإيرانية تتهم عادة جماعة جند الله، التي اسست عام 2002، بالمسؤولية عن تصعيد أعمال العنف في محافظة سيستان بلوشستان التي تقطنها أغلبية من عرقية البلوش وهم من المسلمين السنة. وتتهم السلطات هذه الجماعة بتدبير سلسلة هجمات منها تفجير مسجد في مدينة زهدان عاصمة المحافظة في ماي الماضي مما أسفر عن مقتل 25 شخصا. اما جماعة جند الله فتقول إنها تقاتل ضد ما تصفه بالقمع السياسي والديني للأقلية السنية في إيران.وكانت الجماعة قد اعلنت مسؤوليتها عن عدد من الهجمات التفجيرية التي قتل فيها العشرات في السنوات الاخيرة وبضمنها مقتل خمسة قادة كبار في الحرس الثوري الايراني.