ولعل أول شخص قد توجه له أصابع الاتهام في مثل هذه التلاعبات بوصفات الدواء وكذا التحايل ببطاقات الشفاء حسبما لمسناه من خلال تحقيقنا هذا هو الصيدلي حيث يعمد بل عمد العديد من الصيادلة من فاقدي الضمير على حد تعبير زملائهم الى التحايل على المؤمنين من خلال خيانة الثقة إن صح التعبير إذ يقدم هؤلاء على مطالبة المؤمن بترك بطاقة الشفاء لديهم سواء قصد القيام بعملية صرف وصفة الدواء بحجة الضغط الكبير على الصيدلية من جهة أو التجج بضرورة دفع المبلغ الكامل عن الأدوية غير المعوّضة من جهة آخرى وبما أن المؤمن لا يملك المبلغ كاملا فهو ملزم بترك بطاقة الشفاء لدى الصيدلي كضمان للعودة مرة أخرى و دفع مستحقاته لاسترجاعها و هنا تبدأ رحلة النصب والاحتيال فكيف ذلك ؟ يقول محدثونا من داخل صندوق الضمان الاجتماعي و حتى المقربون من الصيادلة والاطباء أن التلاعب هنا يكمن في تحرير الصيدلي المحتال لوصفات وهمية تحمل اسم المؤمن الذي ترك بطاقة الشفاء للضرورة والتي إأتمنه عليها إذ يقوم بصرفها عن طريق البطاقة الممغنطة بصورة عادية دون علم المعني بالأمر طبعا علما أن الأدوية التي غالبا ما يحاول هؤلاء الصيادلة المحتالون صرفها تكون تلك التي يتصدق بها المرضى أو أهلهم حيث لا يخفى على أحد أن الكثير منا يلجأ الى الصيادلة قصد التصدق بالأدوية التي لسنا بحاجة إليها وفي غالب الأحياء تكونمرفوقة بقسيمات هذه الأخيرة تسيل لعاب منعدمي الضمير من أهل المهنة . وحسب مدير صندوق الضمان الاجتماعي بوهران فقد تم مراسلة الصيادلة بوهران والمتعاقدين مع الصندوق و مطالبتهم بعدم الاحتفاظ ببطاقة الشفاء وضرورة إرجاعها لصاحبها مباشرة بعد صرف الوصفة الطبية وهي نفس التعليمة التي أكدتها لنا رئبسة جمعية التضامن مع الصيادلة وعمال الصيدليات التي مافتئت تنادي بضرورة تسليم بطاقات الشفاء لأصحابها عند الانتهاء من كل عملية للحد من هذه التصرفات اللاأخلاقية التي تسيئ لسمعة الصيادلة وقال مدير صندوق الضمان الاجتماعي بوهران في حديثه للجمهورية عن الموضوع أن بطاقة الشفاء هي بطاقة فردية يجب الاحتفاظ بها وعدم تركها في أيادي أخرى سواء تعلق الأمر بالصيادلة أو أشخاص آخرين فهي ليست كالبطاقات الممغنطة الاخرى مثلا بطاقة الائتمان لأنها لا تملك رمزا سريا ويمكن صرف اي وصفة دواء بطريقة سهلة حيث لا يشترط ذلك وجود المؤمن في عين المكان اي عند الصيدلي