يلجأ الكثير من المواطنين إلى التحايل على صندوق الضمان الاجتماعي من اجل استرجاع المصاريف التي دفعوها عند اقتنائهم الدواء. وعدد كبير من المرضى يسجلون أسماء أقاربهم ممن يملكون تأمينا صحيا من الضمان الاجتماعي على وصفات الدواء، حيث يقدم هؤلاء على إعطاء أسماء المؤمنين اجتماعيا للأطباء من معارفهم سواء من البالغين او من الأطفال الذين يستفيدون من التأمين. وجد الكثير من المواطنين حيلا كثيرة لتجنب مصاريف العلاج التي أثقلت كاهلهم كثيرا خاصة مع ارتفاع ثمن الدواء، فمنهم من وضع دفترا خاصا عند الصيدلي لتسجيل ثمن الدواء شريطة ان يقوم بدفعه بالتقسيط كل ما أتيحت له الفرصة وهي حالات نادرة وقليلة خاصة أن الصيدلي لا يقبل بهذه الطريقة إلا عندما يكون المريض من زبائنه الدائمين أو من معارفه. اما آخرون ففضلوا استعمال أسماء معارفهم الذين يستفيدون من التأمين بغرض وضع أسمائهم على وصفات الدواء ومن ثم استرجاع جزء من المال المدفوع، ولا يجد الكثير من المواطنين ولا الأطباء حرجا في اللجوء الى هذه الحيل التي يعاقب عليها القانون. بطاقات الشفاء لم تسلم من الاحتيال لم تستطع بطاقات الشفاء وضع حد للتحايل الذي يسود عمليات التأمين الصحي ولم تنج هي الأخرى من الاستعمال المزور لها حيث يعمد بعض المرضى الى تسجيل أسماء أصحاب هذه البطاقات على وصفات الدواء للاستفادة من اقتناء الدواء مجانيا دون دفع المال. ويؤكد الصيدلي ''بن حيتام محمد'' صاحب صيدلية بالدار البيضاء ان الكثير من هذه التجاوزات تحدث يوميا ولا يستطيع احد كشفها إلا في حالات معينة كأن يكون الدواء مخصصا لفئة معينة ولا يمكن لصاحب البطاقة تناوله. وغالبا ما يتم كشف مثل هذه التلاعبات في صفوف النساء حين يتم وصف دواء مثلا لامرأة حامل وتكون صاحبة البطاقة سيدة كبيرة في السن. وأضاف السيد بن حيتام ان ما زاد من حدة هذا التحايل هو اكتفاء بعض الأطباء بكتابة بالغ أمام اسم المريض دون تحديد سنه وهو ما فتح الباب لكثير من هذه الأمور. فبعد ان كان الامر مقتصرا على وصفات الأدوية تعدى الامر ليصل الى بطاقات الشفاء التي كنا نظن انها بمنأى عن مثل هذه التجاوزات. يتسبب التلاعب في استعمال أسماء مزورة على وصفات الدواء في حدوث طرائف وماسٍ كثيرة ويستشهد الصيادلة والأطباء بكثير منها. يقول السيد بن حيتام انه تفاجأ في إحدى المرات بسيدة عجوز تصر على اقتناء دواء تقول ان الطبيب وصفه لها لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماما، فالدواء المكتوب على الوصفة لا يعطى في العادة لمن هم في سنها وهو دواء خاص بالسيدات الحوامل، ''ولما واجهتها بالأمر أكدت انه لابنتها التي لا تملك المال الكافي لاقتناء الدواء''. أما الحالة الثانية فرواها لنا أحد عمال مستشفى رويبة بالعاصمة الذي ذكر انه استقبل إحدى السيدات من أجل العلاج وقام الطبيب بمنحها وصفة طبية وأعطاها حقنة فقدت على إثرها وعيها فتم استدعاء زوج السيدة التي كتب اسمها على وصفة الدواء هذا الأخير، يذكر الممرض، تفاجأ عند استدعائه خاصة وانه ترك زوجته في البيت بخير وعند وصوله عرف ان السيدة المغمى عليها هي زوجة جاره التي اعتادت استعمال اسم زوجته بغرض التعويض .