في 2008 نالت كلينتون الاستحقاق التمهيدي متفوقة على جميع النساء المرشحات للانتخابات و لكن تفوق عليها أوباما في الانتخابات التمهيدية التي رشحته للانتخابات النهائية و تصدرت كلينتون مشهد الرد الأمريكي و هي وزيرة للخارجية على انتفاضات الربيع العربي وأيدت التدخل العسكري في ليبيا. وقد تحملت مسئولية الثغرات الأمنية في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012 الذي أسفر عن مقتل السفير وقد بنت ساستها الخارجية بتأكيد قيادة الولاياتالمتحدة وقيمها عن طريق الجمع بين القوى العسكرية و الدبلوماسية . والقدرات الأمريكية في ما يخص الاقتصاد والتكنولوجيات كما شجعت على تمكين المرأة في كل مكان واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لتوصيل رسالة الولاياتالمتحدة عبر البلاد . وقد تركت كلينتون منصبها بنهاية الفترة الرئاسية الأولى لباراك أوباما وتفرغت لإجراء عملية جراحية لعينها اعقبتها فترة نقاهة لتأليف كتابها الخامس وإقامة المنظارات قبل إعلانها في الخامس إبريل 2015 عن خوضها للمرة الثانية لمراسم الترشيح للانتخابات الرئاسية لعام 2016. و تخمل هيلاري كلنتون اليوم في حقيبتها السياسية أو الدبلوماسية العديد من الأوراق الرابحة التي تخطب بها ود الناخب الأمريكي بفعل التجربة التي كسبتها كسيدة أولى في البيت الأبيض إبّان حكم زوجها بيل كلينتون أو كوزيرة للخارجية في عهدة أوباما . باعتبار أنها مرشحة الحزب الديمقراطي الأبرز ، التف حولها جميع مراكز الأبحاث و الأمن القومي والسياسة الخارجية الليبراليون في واشنطن. ضمت حملتها الرئاسية المئات من المستشارين الذين ينتظرون دورهم للعودة الى الحكم عبرها، تؤكد هيلاري أنها ستكون امتداداً لولاية أوباما. هذا الأمر مرجح بالنسبة الى السياسة الداخلية أكثر مما هو للسياسة الخارجية. عنوان عهد بيل كلينتون كان تجاوز الحرب الباردة وفرص السلام الضائعة. عهد جورج بوش الابن كان الحرب على تنظيم "القاعدة" وعودة التورط الأميركي في الخارج. وعهد باراك أوباما هو انكفاء التدخل الأميركي وصعود تنظيم "الدولة الإسلامية الارهابي عهد هيلاري كلينتون، إذا فازت بالانتخابات، سيكون على الأرجح مزيجاً من جورج بوش الابن وباراك أوباما، بين الغزو والانكفاء. هيلاري تمثل المؤسسة الحاكمة في واشنطن أكثر من أوباما بكل ما يعني هذا الأمر من معانٍ الديمقراطيون و سباق الحفاظ على الصدارة