أكد الدكتور محمد صبحي حسن العايدي من المملكة الهاشمية الأردنية، أنه لا يجوز لأحد القول أنا متبع للنبي أو للشرع وهو لا يحب الله عزوجل ورسوله الأكرم، وأوضح الفقيه الأردني في المحاضرة التي ألقاها سهرة أول أمس، بمناسبة الملتقى ال11 لسلسلة الدروس المحمدية بالزاوية البلقايدية الهبرية بوهران، أنه إذا عدمت المحبة عدم الاتباع رأسا، وأوضح في المداخلة التي حملت عنوان "مفهوم الاتباع والعلاقة بينه وبين المحبة مصداقا لقوله تعالى "قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله" أنه لا يمكن لمدّع أن يدّعي الاتباع وهو ليس محبا، فصارت المحبة أصل تترتب عليه الأفعال بعد ذلك، لذلك يقول الدكتور حسن العايدي، إن العلماء عدّوا المحبة من الإيمان، فهي ليست من الأحكام، بمعنى المحبة ليس حكما "أنه يجوز لك أن تحب أو لا يجوز لك أن تحب"، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم قال :"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من نفسه وماله وولده ووالده والناس أجمعين"، فعلق الحبيب المصطفى المحبة على الإيمان وليس على الأحكام الشرعية، ولدى تعريفه مفهوم المحبة، ذكر الدكتور الأردني أنه وحسب رأي العلماء والفقهاء الذين كتبوا الكثير من الأمور، فقد ذكروا أن المحبة تنقسم إلى أمرين، محبة العبد لله ومحبة الله للعبد، وقالوا ليس المهم أن تحب ولكن الأهم أن تحب، فكم من محب لم يحب، وأن المحبة في أصلها ميل، ميل لإدراك شيء جميل أو عظيم وإن كان بعض المتكلمين قد ربطوا المحبة بالإرادة، وقالوا إنها هي إرادة التواب... "لماذا تحب الله لأنك تريد الثواب"، أما أهل المعرفة فقالوا ربط المحبة بالإرادة، وأن المحبة ليس فيها مصالح كمحبة الأطفال لبعضهم البعض، فقالوا بأن المحب الحقيقي هو الذي لا تنبع المحبة من قلبه مصلحة يريدها، وإنما لذات الشيء، وقالوا قد تحب الشيء لذاته لا لمصلحة ما، فقد نسمع أحدا من الناس عنده بعض الصفات الكاملة، فتحبه مع أنك لم تره، متسائلا في ذات السياق، ما الذي دفعك لحبه؟ هو ذات الصفة الكاملة، فالمحبة لله مبدأها طلب الثواب، ولما ذكر الله لنا الجنة ونعيمها ما أعده للمتقين يوم القيامة، إنما هي وسيلة من أجل تحفيز الهمم الضعيفة ليتحقق المقصد الأعلى بعد ذلك وهو رضوان الله. فالمحبة تبتدئ أولا بالإدراك، فإذا لم يدرك الإنسان لا يمكن أن تتولد عنده المحبة، وهذا الإدراك يكمن في ثلاث أمور، الكمال، الجمال والفضل، فالمحبة تحصل من شيء فيه كمال ولأمر فيه جمال ولفضل تراه من أحد الناس، وتتوسط بالانجذاب إلى الله ونهاية المحبة هو الفناء بالله عن ما سواه، وأما محبة الله للعبد، ليست الرحمة هي "إرادة الرحمة" كما جاء على لسان الأستاذ المحاضر، فهي رحمة وإنعام مخصوص يلقيه الله تعالى على العبد. مستشهدا بقوله عزوجل عندما خاطب سيدنا موسى "وألقيت عليك محبة مني" فمحبة الله لك هي "محض تفضل" منه جلّ وعلا.