عرضت أول أمس بمتحف السينما الجزائرية بوهران ستة أفلام قصيرة وهي » العابر الأخير« لمؤنس خمار و»خويا« ليانيس كوسيم من الجزائر و»صابون نظيف« لمليك عمارة من تونس و»سبيل« لخالد المحمود من الإمارات العربية المتحدة و»أحمد باهت« لمحمد حماد من مصر و»الروح التائهة« لجيهان البخار من المغرب. »العابر الأخير« لمؤنس خمار تميزت المشاركة الجزائرية بفيلم » العابر الأخير« لمؤنس خمار الذي حصد العديد من الجوائز سنة 2010 وقد جاء الفيلم بطريقة فنية وتقنية مبتكرة إنعدم فيها الحوار مع اضفاء لمسة جميلة ورائعة من الأحاسيس الإنسانية التي استنطقتها كاميرا المخرج نجل الشاعر الكبير أبو القاسم خمار الذي حاول في سبع دقائق تسليط الضوء على هموم فنان شاب يعاني من الكبت ويقرر انهاء حياته ووضع حدا لمعاناته ويندثر الجسد لتروي روحه بعد لقطة الإنتحار حد لمعاناته اليومية وخيباته ووقع الفاجعة على محيطه وعائلته وضمت مشاهد الفيلم أداء متميز لشخوص العمل السينمائي فإلى جانب محمد بوشايب وجوه فنية معروفة على غرار الراحل العربي زكال الذي نهدي هذا العمل إلى روحه وأحمد بن عيسى ومليكة بلباي وخالد بن عيسى وساسة مزيان. » خويا «... ليانيس كوسيم أما الفيلم القصير الثاني فهو » خويا« ليانيس كوسيم الذي تحصل مؤخرا على جائزة »تمر الغد« بمهرجان لوكارنو ويصور العمل معاناة عائلة مكونة من الأم وأربع بنات منهم الممثلة سامية مزيان والأخ الذي جسد دوره نبيل عسلي حيث يسيطر منطق السلطة والصوت المفرد على الأخ يتواطؤ مع الأم رغم أنه يصغر شقيقاته سنا، وما يزال طالبا في الجامعة قصة يسيطر العنف على محاورها حيث التفرقة بين البنات والولد الوحيد من قبل الأم يجعل الإبن يقسو على أخواته اللائي يعشن في هستيريا الخوف إلى غاية رفض الأخت الكبرى من الرجل الذي يختاره لها ليقوم بضربها وتعذيبها بقسوة فتتدخل الأخت مهددة بقتله لكن في لحظة يهجم عليها بالضرب لتقوم الأخت بقتله فتتحمل الأم الجريمة عوض ابنتها كجزء عن سوء التربية، وأكد المخرج أن القصة حقيقية لكن نهايتها غير ذلك. »سبيل«... للإماراتي خالد المحمود خلال 20 دقيقة دارت أحداث الفيلم السنمائي الإماراتي »سبيل« للمخرج خالد المحمود في حوار صامت حيث الأحداث تتابع في مشاهد منطقة جبلية في امارة رأس الخيمة حول حياة مراهقين يعملان ببيع الخضروات على قارعة الطريق ليتمكنا من اعالة جدتهما المريضة وعمد المخرج إلى أن يكون الفيلم خاليا من الأصوات البشرية أو الحوارات فظهرت فقط أصوات الطبيعة والحياة، وبدا العمل وكأنه تأمل طويل وصامت في حياة الولدين وبينما يتعمد المخرج تمويه المكان والزمان إلا أنه يشير هنا وهناك إلى أن القصة تدور في الزمن الحديث، وقام بالتمثيل الفنانة رزيقة طاوش والممثل حسن المرزوقي وحسين محمود وضمن فريق العمل مدير كرك ومصمم الديكور والملابس أحمد حسين أحمد ومساعد المخرج نواف الجناحي. »الروح التائهة« للمغربية جيهان البحار فيلم الروح التائهة للمخرجة المغربية جيهان البحار تخفي قصته عن فنان يعاني أزمة الهام وبما أنه رسام فقد جعلت المخرجة شخصيات لوحاته تتحاور لتكشف له أزمنة يجدر راحته في قتل أبيه لكن والدة حي يقرر أن يزوره ليجدد صلته بجذوره هكذا وجدت الروح التائهة سبيلها بفضل استخدام شخصيات اللوحات كرسوم متحركة، أخرجت البحار سؤال الإبداع من جمجمة الفنان وعرضته بصريا الملاحظة أن الكثير من الأفلام المغربية تتناول هذا الموضوع لماذا يجد الفنان المغربي صعوبة في ابتكار الجديد يبدو أنها أزمة خيال أو أزمة ثقافة ورغم جودة الصورة فإن إحساس العمق الدلالي لا زال ناقصا نوعا ما في الروح التائهة. »صابون نظيف« للتونسي نظيف عمارة الفيلم التونسي للمخرج نظيف عمارة في اطار المنافسة الخاص بالأفلام القصيرة وخلال 20 دقيقة ورفقة كل من جمال ساسي والفنانة وجيهة الجندوب أحد المشاهد في حكاية ظريفة بحيث تدور الأحداث مع سي راضي المتزوج من امرأة شرسة متوحشة متعرضا لسوء المعاملة ومستسلما لسلطة زوجته حتى ذلك اليوم الذي تسقط فيه دون قصد من الطابق الثاني للعمارة وتصاب بإلتواء في معصمها والجميل في القصة حلم اليقظة الذي راود سي راضي في وجوده في المسبح وبرفقته امرأة جميلة وكأنه حلم يراود كل الرجال في هذه المعمورة وانتهت القصة بأغنية جميلة مع جنيريك الفيلم حول متاعب الزواج الذي كثيرا ما يقلق البعض من الرجال وأكد المخرج أن الفكرة التي أراد معالجتها كانت من باب الدعابة وتحصل العمل على جائزة التانيت الذهبي في مهرجان قرطاج السينمائي لهذه السنة.