وصل رئيسا بنين ياي بوني وسيراليون إرنست كوروما صباح أمس إلى أبيدجان ليطلبا من لوران باغبو التنحى عن الحكم أو مواجهة عملية عسكرية هددت بها دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس Ecowas). وسيلتقي يايي وكوروما اللذين وصلا كل على حدة، إلى جانب رئيس الرأس الأخضر بدرو بيريس، لاحقا لوران باغبو وخصمه الحسن وتارا الذي اعترف به قسم كبير من المجتمع الدولي. وقال ناطق باسم حكومة سييراليون إن الزعماء الثلاثة الذين أوفدتهم المجموعة سيعرضون على الرئيس المنتهية ولايته تسوية تتيح له إمكانية التنحي وحفظ ماء الوجه. وحرصت إيكواس على إيفاد ثلاثة رؤساء لم يقفوا موقفا صارما من النزاع الانتخابي، حسبما قال المراسلون في أبيدجان جون جيمس. ويضيف مراسلنا قائلا إن مهمة بعثة إيكواس تنحصر- بعد إخفاق مساعي وساطة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو امبيكي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ- في إقناع باغبو بضرورة التنحي لتجنب تدخل عسكري للمجموعة. ويقول أنصار باغبو إن الرؤساء الثلاثة سيحظون باستقبال مهذب، لكن الرئيس المنتهية ولايته مصر على أنه هو الفائز بانتخبات الشهر الماضي. وفي سياق مساعي الوساطة المبذولة من أجل إيجاد حل دبلوماسي لأزمة ساحل العاج، عين الاتحاد الأفريقي رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا يوم الاثنين مبعوثه الخاص إلى هذا البلد الغرب أفريقي. ويرى المراسلون أن هذا التكليف يُعد نكسة أخرى لباغبو، لأن أودينغا كان أول الزعماء الأفارقة الذين وقفوا موقفا صارما من النزاع مطالبا بالتدخل العسكري. وقال أودينغا إنه لن يلتقي باغبو، بل سينتظر معرفة نتيجة محادثات إيكواس قبل التفكير في الخطوة القادمة. يُذكر أن رئس وزراء كينيا عين في منصبه عام 2008 في إطار اتفاق لتقاسم السلطة تم التوصل إليه بعد عدة أسابيع من أعمال عنف أعقبت انتخابات غير حاسمة. بيد أن أودينغا استبعد حلا مماثلا في ساحل العاج، قائلا إن القول الفصل في هذا النزاع يعود شرعيا للجنة الانتخابية (التي أعلنت فوز وتارا) وليس للمحكمة الدستورية. لم تلق دعوة معسكر الحسن وتارا الى الإضراب العام بهدف دفع لوران غباغبو الى التنحي تجاوبا كبيرا في ابيدجان الاثنين. ويخضع الرئيس المنتهية ولايته في هذه الأثناء لضغوط متزايدة وسط تهديد بتحرك عسكري ينفذه جيرانه في غرب افريقيا ضده. وكان سير العمل عاديا في مينائي أبيدجان وسان بيدرو من حيث تُشحن معظم صادرات البلاد من الكاكاو طبيعيا صباح يوم الاثنين. كما شهدت منطقة بلاتو التجارية وسط أبيدجان حركة عادية إذ كانت مزدحمة والمتاجر والمكاتب مفتوحة. وفي مدينة بواكيه معقل مؤيدي واتارا امتثل بعض أصحاب المتاجر لدعوة الاضراب على الرغم من أن البنوك ووسائل النقل العامة كانت تعمل. وقال أحد المسؤولين في شركة لتصدير الكاكاو في ميناء سان بيدرو لوكالة رويترز: الكل في عمله هذا الصباح. واضاف قائلا: صحيح أن البلاد ما زالت في موقف صعب سياسيا لكننا نحاول القيام بما يمكننا القيام به. الكاكاو موجود بكميات كبيرة منذ فترة من الوقت وهدفنا هو تصديره بقدر ما نستطيع. وقال ايبروتي أسومو جان التاجر في منطقة كوكودي في أبيدجان: مواطنو ساحل العاج يعيشون يوما بيوم. حين يطلب منا شخص ألا نعمل فهو يطلب منا أن نصوم عن الزاد. بالنسبة للموظفين الحكوميين قد لا يمثل الامر مشكلة أما بالنسبة لنا فهذه مشكلة حقيقية.