"كانت سهرة رائعة برشا برشا... !"، "صابر كان في المستوى"، "صراحة كانت ليلة خالدة"، بهذه العبارات خرج الجمهور الوهراني سهرة أول أمس بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون بوهران، راضيا على السهرة المتميزة التي نشطها أمير الطرب العربي التونسي صابر الرباعي، حيث رقص، غنى وتجاوب مع ضيف وهران، الذي لم يخيب كعادته عشاقه الذين توافدوا على غير العادة بكثرة، للاستمتاع بالصوت الجهوري والخامة الدافئة التي فطر عليها هذا النجم العربي، حيث قدم "كوكتيلا" متنوعا من أشهر أغانيه التي تألق بها طيلة مسيرته الفنية، لاسيما العاطفية والتراثية منها على غرار "أتحدى العالم"، "سيدي منصور يا بابا"، "يا عسل"، "عزة نفسي"، "عز الحبايب" وغيرها من المقاطع الموسيقية التي أشعلت ركح حسني شقرون، إذ وبحضور لخضر بن تركي المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، تمتعت العائلات الوهرانية وخصوصا الشباب منهم بالإيقاع المتناسق والمتميز للفرقة الموسيقية التونسية بقيادة "المايسترو" قيس المليتي، التي أتحفت الحضور بباقة من الوصلات الموسيقية البديعة، خصوصا عازف الناي الذي كان بالفعل، هو الآخر نجما بدون منازع، ما جعل الجميع يشعر بالسعادة والبهجة، وهو يستمع لصابر الرباعي، الذي قدم بدوره مجموعة من الأغاني الجديدة قريبة بطابع فن "الراي" من تأليف وتلحين "منير الجزايري"، بعنوان "نوكل عليك ربي"، حيث أثبت عضو لجنة التحكيم في مسابقة "دو فويس"، علو كعبه وقدرته على تأدية فنون أخرى غير الطربي والتونسي الأصيل، ما أعجب كثيرا العائلات الوهرانية، التي عاشت سويعات جميلة رفقة هذا المبدع، صاحب الأناقة الفنية والكلمات الراقية، النابعة من عمق الفن التونسي التراثي الأصيل، وكانت سهرة أمس فرصة لصابر كي يثني على الفنانين الجزائريين وبالخصوص الشاب خالد أو كما سماه ب"الكينغ"، الذي وصل بالأغنية الرايوية إلى ما هي عليه اليوم من سمو ونجومية وانتشار في مختلف أصقاع العالم، لتختتم السهرة الغنائية في أجواء بهيجة، جعلت الجميع يخرج غير نادم على حضوره هذه السهرة العربية التونسية التاريخية، بل وأن الكثير منهم أبى إلا أن يتوجه إلى غرفة تغير الملابس لالتقاط صور مع نجمهم المفضل صابر الرباعي، الذي وبتواضع لم يرفض لهم طلبهم ما أثلج كثيرا عشاقه، الذين رددوا معه طيلة السهرة الغنائية الخالدة عن ظهر قلب جميع أغانيه التي اشتهر بها في الماضي.