لم تعد تكتف العائلات الوهرانية بإحضار الأكلات الخفيفة والسندويشات كوجبة فقط لسد الجوع خلال رحلة الاصطياف الى البحر بل أعتادت في السنوات الأخيرة على حمل الامتعة وعلب الطعام التي تحتوي على وجبات شعبية اصبحت من الضروريات لدى الكثيرين الذين لا يفضلون الذهاب إلى المطاعم أو اقتناء الوجبات الجاهزة اما لغلاء الأسعار أو خوفا من التسممات الغذائية وهي الظاهرة التي تعرف انتشارا واسعا خلال موسم الحر ولعل اهم ما يميز عادات الأسر الجزائرية في هذه الصائفة هو تحضير طبق الكسكسي والرشتة على شاطئ البحر خصوصا خلال نهاية عطلة الأسبوع أين تعرف شواطئ وهران أكتظاظا كبيرا وتزاحما وسط المصطافين حيث تنصب بعض العائلات التي تقضي هذا اليوم في البحر خيم تقليدية واخرى جاهزة من أجل تحضير الوجبات الساخنة لابنائها إضافة إلى المشروبات والفواكه. أما فيما يخص الأطفال الصغار، فقد يتم تخصيص قفة تحوي لوازمهم وأغراضهم ووجباتهم الخفيفة ومختلف السكاكر، تحدثنا مع السيدة أمال التي تزور رفقة عائلتها الصغيرة المتكونة من 4 أفراد، وهي بصدد تحضير وجبة الكسكسي في جو أسري في غاية الروعة في تلك الخيمات الصغيرة المثبتة بأعمدة خشبية. وغير بعيد عن ذلك، عائلة أخرى تتناول القهوة والشاي وكأنها في بيتها مع تلك الكؤوس والأباريق النحاسية للحفاظ على درجة حرارتها وتناولها ساخنة، حيث أكدت انها تحب ان تخدم اسرتها وتحضر الطعام بيدها حتى ولو ضحت بوقتها لساعة دون التمتع بنسمات البحر و قالت أن مشقة الطهي على النار تحت الشمس كبيرة لكنها تتمتع بوقتها من أجل أ طفالها الكسكسي والكباب على عرش المائدة ومع أن العديد من العائلات تفضل فكرة إحضار وجباتها من المنزل، إلا أننا وجدنا البعض منها ما يزال يفضل التوجه إلى المطاعم واقتناء «الساندويتشات» من محلات الأكل الخفيف، كنوع من التغيير وتفادي حمل كل تلك الأغراض، خاصة بالنسبة للعائلات التي لا تملك سيارة وتضطر إلى حملها ونقلها عبر الحافلات، والتي في كثير من الأحيان تؤدي إلى وقوع خلافات بينهم وبين أصحابها بسبب كثرة الأمتعة واستحالة حمل كل تلك العلب والأواني ويرى بعض المصطافين ممن التقينا بهم على أن غلاء الأسعار وارتفاعها وكذا التسممات التي حصدت أرواح الكثيرين من الأبرياء وراء هذا التغيّر المفاجئ في ثقافة الاستهلاك لدى المواطن في هذا الشهر، وبالتحديد في موسم الاصطياف، فبعد أن كانت العائلات الجزائرية مولوعة بالأكل في الخارج والتهافت على محلات «الفاست فود»، باتت اليوم تنفر منها، فالبعض فسرها أيضا بالأمراض الجلدية التي أصيبوا بها وكذا أمراض المعدة والقولون والبعض الآخر ربطها بسوء الخدمات المقدمة