تعد بلدية بنايرية الواقعة على بعد 40 كلم شمال شرق عاصمة ولاية الشلف واحدة من القرى القديمة ، التي شلت فيها عجلة التنمية ناهيك عن تدهور شبكة الطرقات والانتشار الواسع للحفر والمطبات التي غمرتها المياه ، حيث تضم حوالي 20 ألف نسمة لا يزالون يفتقرون لأدنى شروط العيش الكريم . توجهنا إلى بنايرية بعد حوالي ساعة من الزمن نظرا للغياب الشبه الكلي للنقل ، بحيث لم نكن نعلم حجم المشاكل التي يعيشها السكان في ظل الغياب التام لبرامج التهيئة فسكانها يعيشون في عزلة عن العالم الخارجي نظرا للاهتراء الكبير الذي تشهده معظم الطرقات الرئيسية والفرعية حيث أبدى الكثير ممن تحدثت معهم الجمهورية عن مدى استيائهم إزاء توقف أشغال تهيئة وتعبيد الطريق البلدي على مسافة 2 كلم منذ قرابة شهرين باعتباره الطريق الرئيسي فلا زالت حالة الطرقات خارج اهتمامات المصالح المعنية منذ عدة سنوات رغم الشكاوي التي تقدم بها سكان هذا الحي ذي الكثافة السكانية الكبيرة بحيث أصبحت حالة الطرقات الهاجس الأكبر للسكان نتيجة مشكل الإهتراء المتقدم لطرقات الحي ، وهذا رغم وقوعه في منطقة معروفة بكثرة الحركة إلا أن طرقاته فقدت كل المواصفات ، وهو ما جعلهم يطالبون بضرورة تعبيدها في أقرب الآجال ، هذا وقد عبر السكان عن تذمرهم من الحالة الكارثية التي شوهت منظر الحي وما زاد من معاناتهم تلك البرك والأوحال خاصة مع التساقطات المطرية ما صعب من عملية تحرك السكان الذين تساءلوا عن سبب غياب دور السلطات المحلية وعليه يطالب السكان من السلطات المعنية بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم من أجل إعادة بعث الحياة في حيهم الذي يعاني العزلة والتهميش منذ أمد بعيد. **مؤسسة صحية تفتقر لأدنى الضروريات وغير بعيد عن المشاكل التي يتخبط فيها سكان دوار بنايرية ، أبدى العديد من المواطنين قلقهم إزاء ضيق المؤسسة الصحية الجوارية ذات البناء الجاهز التي لم تشهد عملية ترميم منذ تأسيسها سنة 1980 ، حيث تفتقر لأدنى الضروريات ، فحسب رئيس المصلحة السيد " أحمد حمادوش " الذي أكد في حديثه أن المؤسسة لا تتوفر على سيارة إسعاف بالإضافة إلى انعدام التجهيزات الكافية ،وكذا نقص الأطباء المتخصصين إلى جانب غياب الأمن ، فضلا عن عدم قدرتها على استيعاب العدد الكبير من المرضى المتوافدين حتى من القرى والمناطق المجاورة ، فالمؤسسة لا تتوفر على مصلحة استعجالات تعمل ليلا ولا نهارا ناهيك عن غياب مصلحة التوليد الأمر الذي دفع العديد من المرضى إلى التوجه إلى وجهات أخرى بحثا عن العلاج ، آملين من الجهات الوصية انتشالهم من الوضعية المزرية التي باتوا يتخبطون فيها . **أطفال وشباب يقضون أوقاتهم في الفراغ هذا وقد وصرح أطفال وشباب المنطقة خاصة الجامعيون منهم بأنهم يعيشون معاناة يومية نتيجة أزمة بطالة خانقة تلازمهم بسبب انعدام المشاريع التنموية وعدم توفرها على مؤسسات اقتصادية ، وما زاد الطين بلة حسب هؤلاء الشباب هو نقص المرافق الشبابية والترفيهية التي أرقت نفوس الشباب وأثقلت كاهلهم إذ أن دار الشباب كانت في وقت سابق هي متنفسهم الوحيد ولكنها حولت إلى مفرزة للحرس البلدي في العشرية السوداء ومنذ ذلك الوقت وهي خاوية على عروشها ، هذا النقص أضحى يؤثر عليهم سلبا ، خاصة مع معاناتهم مع شبح البطالة التي ساهمت بشكل كبير في دفع أغلبية الشباب إلى ظلمة عالم المخدرات والانحرافات ، أما عن المرافق الثقافية فالحي يخلو من مراكز الترفيه التي تعتبر من الضروريات في حياتهم الأمر الذي خلف في نفوس الشباب قلقا ومللا وعلية طالب شباب الحي من السلطات المحلية و الولائية التدخل العاجل من أجل إخراجهم من دوامة الملل والإسراع في فتح دار الشباب التي لا تزال أبوابها مغلقة في وجههم . **غياب الأمن وانتشار الآفات يقلق السكان إضافة إلى المشاكل التي يعاني منها السكان يطرح مشكل أخر أكثر خطير وهو تفشي ظاهرة العنف والاعتداءات المتكررة بالأسلحة البيضاء والسرقات المتكررة وترويج المخدرات بكل أنواعها وأشكالها نظرا لعدم وجود أي مركز للأمن الحضري في القرية فحسب السكان الحي أصبح همجيا القوي يأكل الضعيف دون حسيب أو رقيب ، حيث أكد السكان أن وضع حيهم مقلق خاصة مع حلول الظلام تبدأ العصابات الإجرامية في نشاطها واعتداءاتها على المواطنين ، الأمر الذي جعل الكثير من قاطني الدوار يخشون التنقل بمفردهم ، كما يشتكي السكان من الأشخاص الذين يقصدون الدوار من أجل تعاطي المخدرات بعيدا عن مرأى الأمن ورجال الدرك ، ما يزيد من حدة وخطورة هذه الظاهرة ، وعليه يطالب سكان الدوار السلطات المعنية بالتدخل وإعادة الهدوء والسكينة للسكان وأبنائه وضرورة توفير مقر للأمن ضمانا للأمن والاستقرار. **سكان الفيرمة بلا ماء وغاز ولا يقف المشكل عند دوار بنايرية الذي تعوّد على النقائص بل يتعداه ليصل إلى حي الفيرمة والتي تبعد عن مركز البلدية ب5 كلم إذ يشتكي قاطنوه من الأوضاع المزرية التي يعيشونها جراء غياب أدنى ضروريات الحياة وأبرزها غياب الماء والغاز حيث أعرب هؤلاء أثناء حديثنا معهم عن تذمرهم وغضبهم إزاء السلطات المحلية التي لم تعر انشغالاتهم أي اهتمام ، بالرغم من عبور محطة تحلية مياه البحر بنحو 100 متر إلا أن الجفاف لا يزال يعصف بالقرية ، فالأزمة تزيد حدتها كلما اقترب فصل الصيف ، فكثيرا ما يلجأ المواطن إلى شراء الماء عن طريق الصهاريج في وقت تغيب فيه البلدية عن تزويد السكان بماء الشرب ، ورفع السكان كذلك إشغالاتهم فيما يخص مشكلتهم مع الغاز الطبيعي ، حيث أكد السكان أنه لم يبق إلا الفيرمة لم تزود بهذه المادة الضرورية رغم النداءات التي أطلقوها في العديد من المناسبات ، رغم حاجة المنطقة لهذه المادة خصوصا في فصل الشتاء مؤكدين في هذا السياق أنهم يواجهون متاعب كبيرة في التزود بقارورات غاز البوتان إذ يتنقلون حتى إلى وسط البلدية لجلب قارورة واحدة التي لا تكفي لسد حاجياتهم كما أنهم يصطدمون بارتفاع ثمنها مضيفين أنهم راسلوا المسؤولين للتدخل من أجل تزويدهم بهاتين المادتين الضروريتين غير أنهم في كل مرة يقدمون وعودا لم يتم تجسيدها على أرض الواقع . انطباعات السكان
بن مخلوف الحاج أحد سكان الفيرمة "أرهقنا مشكل الماء" مشكل المياه نعاني منه منذ سنوات طويلة ، وإن أغلب السكان يلجأون إلى جلب دلاء الماء من مسافات بعيدة لسد ولو القليل من هذه المادة الحيوية ، مشيرا إلى أن ما زاد من قلقهم هو مرور قنوات تحلية مياه البحر على مشارف سكناتهم ، بينما يضطر البعض الأخر إلى شراء المياه المعبأة في الصهاريج ، هذا ونأمل التفاتة السلطات المحلية في أسرع وقت ممكن . عياشي عبد القادر "الوضع بالحي أصبح في غاية الخطورة " إن الوضع في الحي أصبح خطيرا بسبب تعدد حالات السرقة والنهب في غياب الأمن الحضري، مما خلف لنا حالة من الذعر والخوف بسبب تزايد نشاط المجرمين، فليس ببعيد سجل حادث سطو على إحدى منازل الحي ، الأمر الذي خلف انهيارا عصبيا لدى صاحب المسكن حينما اكتشف أن مجموعة من أغراضه الثمينة سرقت من داخل غرفة نومه ، كل ما نطلبه من المصالح الوصية توفير الأمن لكي نعيش في هناء . رئيس البلدية يرد عن الانشغالات إمكانيات البلدية محدودة و لا تستطيع تمويل كل المشاريع أرجع رئيس بلدية بنايرية السيد " معمر شنونة " في رده عن الانشغالات التي طرحها السكان والتي وجهوا من خلالها مطالب ترمي إلى تحريك عجلة التنمية وإيجاد حل لمشكل إهتراء الطرق ، سبب توقف الأشغال إلى التسربات المائية والناجمة عن عدم استكمال المقاولات القائمة على إنجاز شبكة المياه التي لم تكمل أشغالها على أكمل وجه ، ومن جهته صرح مدير الموارد المائية أن المقاول المكلف بالإنجاز لم يحترم عمق الحفر المقدر في الدراسة مما أدى إلى إحداث التسربات ، هذا وأضاف رئيس البلدية فيما يخص دار الشباب سابقا أن مصالحه راسلت السلطات الولائية ولم يبق على هذه الأخيرة إلا الرد ، وفي رد المير عن باقي المشاريع أكد لنا أن إمكانيات البلدية محدودة لا تستطيع تمويل كل المشاريع إلا التي هي في طور الإنجاز.