*5 إصابات بعضة جردان يوميا بحي مصباح * 1000 عائلة بحي كارمان تعيش فقرا مدقعا * إعادة عملية الإحصاء للمرة الثانية وسط تنامي بيوت الصفيح
حالة من المأساة لا يمكن وصفها يعيشها سكان الصفيح وهذا ما وقفنا عليه أمس من خلال جولة إلى بعض البيوت القصديرية بعاصمة الولاية تيارت والتي تنامت وبشكل ملفت للانتباه خلال الآونة الأخيرة. فببعض الأحياء القصديرية التي اختار العديد من المواطنين بناء بيوت من الزنك فيها لعلهم يظفرون بسكن اجتماعي لائق نجد القاطنين بها تعددت شكاويهم والمطلب واحد هو الترحيل .وقد عبّر بعض المواطنين بحي مصباح عن حالتهم المعيشية الصعبة خاصة مع موجة الحر التي تشهدها ولاية تيارت و التي تجاوزت 45 درجة بحيث لم يعد لسكان الصفيح القدرة على تحمل مشقة العيش داخل بيوت مبنية من صفائح الزنك في مساحة لا تتجاوز 40 مترا فالحرارة بالداخل مرتفعة إلى درجة أنهم يفضلون قضاء الليلة خارج بيوتهم بالرغم ما يصاحب المبيت في العراء من خطر الحشرات الضارة كالناموس و الزواحف و الجرذان حيث لم يتم برمجة حملات للقضاء على الحشرات باستخدام المبيدات لهذا الموسم. وضع هؤلاء السكان كارثي فالأمراض منتشرة داخل هذه التجمعات السكنية غير القانونية خاصة منها المتنقلة عبر المياه فأغلب قاطني هذه الأحياء الفوضوية يقطعون مسافات طويلة بحثا عن الماء . وبالمقابل أيضا فقد وقفنا على حالة مأساوية أخرى و هي انفجار قنوات الصرف الصحي والأدهى والأمر أن سكان القصدير قاموا بحفر مطامير تجمع الفضلات مما أدى إلى انتشار ملفت للجرذان التي أصبحت تهاجم و تلاحق الصغير و الكبير وكم من حالات لعضات الجرذان سُجلت قد تتجاوز في اليوم الواحد 05 حالات وأغلب الضحايا أطفال الذين لم يسعفهم الحظ في الذهاب إلى عطلة صيفية أو إلى مخيم صيفي الذي تبرمجه مديرية الشباب والرياضة وبلدية تيارت فهم يصارعون يوميا الموت مع الجرذان. وقد أوضح بعض السكان أن حالتهم لا يمكن تحملها بحيث أنهم قضوا بهذه البيوت القصديرية أكثر من 10 سنوات فلا كهرباء و لا ماء و لا صحة فهم يضطرون إلى الربط العشوائي للتزود بالكهرباء و استعمال مصباح واحد بسبب الأسلاك الكثيرة و المتشابكة وضعف الطاقة مما يدفع بهم لتدبر أمورهم طيلة السنة ومع ارتفاع درجة الحرارة فإن أغلب الأطفال يعانون من ضيق التنفس والاختناقات المتكررة نتيجة استنشاق هواء ملوث جراء الروائح الكريهة المنتشرة و المنبعثة من الفضلات والأتربة واهتراء الطرق و تجمع المياه المستعملة متحولة إلى مستنقعات تعشعش بها الحشرات و الحيوانات وأكد ممن تحدثنا إليهم أن منطقتهم لم تزورها لا جمعيات محلية و لا فرق طبية قصد الكشف عن حالتهم الصحية المتدهورة بفعل العوامل الطبيعية القاسية التي يتخبطون فيها منذ أكثر من عقد من الزمن.فمدينة تيارت لوحدها تضم حاليا عدة أحياء قصديرية متواجدة بحي كارمان الذي يضم 1000 عائلة و يعتبر أحد أكبر الأحياء وبالإضافة إلى حي عين مصباح الذي يقع على بعد 02 كلم من عاصمة الولاية باتجاه دائرة السوقر و يضم أكثر من 70 عائلة تعيش تحت مستوى الفقر و بقيت في طي النسيان وقد باشرت مصالح البلدية في إحصاء شامل لسكان القصدير إلا أنه تم إعادة عملية الإحصاء للمرة الثانية التي لم تكن دقيقة و عرفت عدة تجاوزات حسبما جاء به مصدر رسمي من مصالح الولاية بحيث تم إدراج أسماء لأشخاص لا يحق لهم الاستفادة من سكن اجتماعي. والقوائم الدقيقة للمواطنين الذين لهم الأحقية في السكن لم تضبط بعد و الوضع مازال كما هو لم يتغير بل زاد سوءا. وإن تحدثنا عن البلديات الأخرى فالوضع كارثي لا يمكن وصفه فأغلب بلديات تيارت بها سكنات من القصدير و البناء الفوضوي وعلى رأسها بلدية تخمارت التي تشهد هي الأخرى تنامي للصفيح وهذا دليل على الوضع الاجتماعي المتردي للكثيرين و هم في تزايد مستمر بسبب ارتفاع البطالة وتراجع مناصب الشغل و الفقر .