**عداد واحد ل50 خيطا كهربائيا وسعر البيت يتجاوز 20 مليون سنتم اقتربنا من بعض العائلات القاطنة بالأحياء القصديرية التي هي في تزايد مستمر خاصة ب"كارمان" أو "عين مصباح" فالعيش بداخلها هو بمثابة عقاب لأسر بأكملها وجدت نفسها لأسباب قد تكون أمنية خلال العشرية السوداء من القرن الماضي ,اضطرت عائلات بأكملها الهجرة إلى أطراف مدينة تيارت والاستقرار بها هروبا من بطش الإرهاب الهمجي لكن حلم العودة قد تبخر حسب ما فهمناه من بعض المواطنين القاطنين بالقصدير لأنه وبكل بساطة أراضيهم قد استغلها آخرون أو استولت عليها تعاونيات فلاحية حتى أن العودة والاستقرار وخدمة الأرض يتطلب جهدا كبيرا والحصول على السكن الريفي ليس بالأمر السهل , ففضلت هذه العائلات الاستقرار نهائيا وكبر أبناؤها وإن أغلبيتهم لم يلتحقوا بالدراسة نتيجة الفقر والحاجة فأكثر من 80 % من أرباب هذه الأسر ليس لهم عمل مستقر إما يعملون لدى المقاولات للبناء أو حمالة فيوميات سكان القصدير بتيارت تقتصر في إيجاد مأوى يقيهم من الحر والبرودة خلال فصل الشتاء فلا غاز ولا ماء صالح للشرب والجرذان تلازمهم طيلة الوقت وفي حال سقوط الأمطار يكون انقطاع التيار الكهربائي نتيجة الربط العشوائي فعداد واحد يضم لوحده 50 خيطا كهربائيا المهم هو إضاءة غرفة للعيش وقارورة غاز تكون للطهي أو التدفئة وأطفال مرضى من الحساسية والربو وحتى حالات القمل وقد استحدث السكان مطامير عوض قنوات الصرف الصحي تنبعث منها روائح كريهة . **حي "كارمان" و"عين مصباح" هما في الطليعة وبالمقابل فهناك تلاعبات كثيرة الأمر الذي يحدث بحي كارمان فأشخاص غرباء قدموا من ولايات قريبة وحتى بعض ولايات شرق البلاد استقروا عسى أن يتحصلوا على سكن اجتماعي ولا يمكن حتى إجبارهم على الرحيل وتأتي فئة أخرى من الأزواج الذين اختاروا الخروج عن البيت العائلي والاستقرار بالقصدير لكن هناك مظاهر سلبية من الاحتيال خلال عمليات الإحصاء فتصوروا أن داخل بيت قصديري 6 أشخاص أو أكثر كلهم يتقدمون لعون الإحصاء على أنهم بحاجة إلى السكن وأشارت مصادر لها صلة بالملف أن كارمان لوحدها يتواجد بها أكثر من ألف شخص داخل القصدير وربما راجع أساسا إلى الإحصاء غير دقيق أو بتواطؤ أو بشكل آخر للظفر بسكن بعد تسجيل اسمه على القائمة. ونفس الوضع يعيشه سكان القصدير بحي عين مصباح ينتظرون بدورهم الفرج والحصول على سكن لائق فهذه المنطقة لوحدها تضم أكثر من 120 سكن قصديري فيما تم إحصاء عام 2007 خمسين عائلة لها الأحقية في الحصول على السكن الاجتماعي وكان الحل وقتها أن تسلم لهم أراضي في إطار البناء الريفي لكن تفاجأ السكان في تلك الفترة أن غرباء من أحياء أخرى كانوا يعيشون داخل القصدير استفادوا من قطع أرضية وبنوا مساكنهم وهي تحاصر القصدير حاليا دون إيجاد الحلول لذلك. ونشير أن هناك عصابات قد اختصت في بيع السكن القصديري لكل شخص بحاجة إليه قد يتجاوز سعرها ال20 مليون سنتم حتى يتكفل أشخاص في تجهيز بيت قصديري متكون من غرفة أو غرفتين ليتم عرضها للبيع وخلال الأعوام الماضية من استفادوا من السكن الاجتماعي قاموا ببيع مساكنهم القصديرية.