ينتظر الجمهور الرياضي الجزائري بفارغ الصبر ما ستسفر عنه مرحلة ما بعد الأولمبياد في ظل الإتهامات الخطيرة التي وجهها الرياضيون الجزائريون المشاركون في دورة ريو و مدربيهم في حق المسئولين عن الرياضة الجزائرية و على وجه الخصوص اللجنة الأولمبية الجزائرية التي تتواجد في عين الإعصار. و توالت تصريحات الرياضيين و المدربين منذ دخول العربي بورعدة منافسات العشاري ضمن الألعاب الأولمبية 2016 و حادثة تنقله رفقة مدربه على متن حافلة عمومية إلى القرية الأولمبية عوض التنقل بإحدى السيارات المخصصة للوفد الجزائري ، و هي الحادثة التي فجرت سلسلة من الانتقادات الموجهة للمسؤولين عن البعثة الجزائرية . أبرز المنتقدين كان مدرب العربي بورعدة التقني أحمد ماهور باشا الذي كشف عبر حسابه الخاص في موقع "فايسبوك" العديد من التجاوزات التي طالت عدائه بداية بعدم توفير له كل الإمكانيات اللازمة من أجل التحضير الجيد للأولمبياد إلى جانب عقبات عديدة خلال عملية التنقل إلى البرازيل. كما كشف نفس المتحدث أن رئيس البعثة الجزائرية عمار براهمية منع مساعده حسين محمد من العودة إلى الجزائر على متن الطائرة المخصصة للوفد الجزائري بما أنه تنقل إلى الجزائر بمفرده ، و هو الإتهام الذي نفاه عمار براهمية فيما أصر ماهور باشا على تصريحاته قائلا بأن هناك شهودا على تصريحاته و بأن تدخل وزير الشباب و الرياضة لحسن الحظ حل المشكل ليتمكن حسين محمد للعودة رفقة الوفد. من جهته خرج العداء الجزائري توفيق مخلوفي المتوج بفضيتي 800 متر و 1500 متر عن صمته ليدعم انتقادات مدرب العربي بورعدة عندما صرح مباشرة بعد نهاية سباق 1500 متر بأنه يهدي الميداليتين للشعب الجزائري البسيط "دون المسئولين عن الرياضة الجزائرية الذين منحتهم الحكومة كل الإمكانيات لتحضير الرياضيين لكنهم خانوا الأمانة" على حد قوله لوسائل الإعلام بريو دي جانيرو. هذه التصريحات أكدها المدرب أحمد ماهور باشا في حوار مع موقع "كل شيء عن الجزائر" عندما قال بأن "مخلوفي تحمل الكثير قبل أن ينفجر" مضيفا بأن مخلوفي لم يصرح بعد بكل الحقيقة و المتاعب التي عاشها خلال السنوات الأخيرة. و في ذات السياق ذهب المدرب السابق لتوفيق مخلوفي علي رجيمي في تصريحه لموقع "كل شيء عن الجزائر" إلى أبعد من ذلك عندما اتهم بعض المسؤولين بمحاولة عرقلة مشوار مخلوفي عمدا. من جهته رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف و في أول رد له من خلال موقع "كل شيء عن الجزائر" أكد بأن مخلوفي استفاد من كل الإمكانيات الضرورية للتحضير و أنه استفاد من منحتين معتبرتين عقب تتويجه بالفضيتين في انتظار منحة وزارة الشباب و الرياضة و منحة الحكومة ، فيما قلل من شأن تصريحات مدرب العربي بورعدة. الملاكمون يؤكدون انهم لم يستفيدوا من اي امتياز من جهتهم خرج الملاكمون الجزائريون عن صمتهم بدورهم حيث عبروا عن استيائهم للظروف الصعبة التي يعيشونها و التي أثرت سلبا على تحضيراتهم للموعد الأولمبي العالمي. وتحدث 6 ملاكمين من مجموع 8 المتأهلين إلى دورة ي ودي جانيرو لتلفزيون "بور تي في" الخاص أول أمس الإثنين، عن أوضاعهم الصعبة التي يعيشونها يوميًا، حيث أشاروا إلى معاناتهم من البطالة القاتلة وإهمال المسؤولين.وأكد الملاكمون أنهم لا يستفيدون من أي امتياز إلا في حالة فوزهم بالألقاب، أو عند خوضهم معسكرات إعدادية بتعويض يصل إلى 4 دولارات عن كل يوم. وانتقد عبد القادر شادي قائد المنتخب عدم توفير الرعاية والاهتمام اللازمين للملاكمين ، متسائلا عن سبب عدم استفادتهم من الإمكانيات المادية التي يحظى بها غيرهم. وقال شادي: " لم نستفد من أي شيء ، ما عدا زميلنا محمد فليسي الذي حصل على عقد رعاية قبل شهرين من انطلاق الأولمبياد". و قال زميله عبد الحفيظ بن شبلة، الذي وصل إلى الدور ربع النهائي للمرة الثالثة على التوالي في ثالث مشاركة له بالأولمبياد، أن هناك من استفاد من عقود رعاية "في حين أن الملاكمين الحقيقيين لم ينالوا أي شيء". وأشار رضا بن بعزيز الذي كان يعد من أبرز آمال الملاكمة الجزائرية في دورة ريو إلى الظروف الصعبة التي يواجهونها يوميا. و يرتقب أن تحمل كل هذه الإتهامات عملية غربلة واسعة على مستوى المنظومة الرياضية الجزائرية خاصة و أن الجزائر مقبلة على احتضان حدث رياضي هام بعد أقل من 5 سنوات من خلال احتضان وهران لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021 .