قرر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمس الجمعة اقالة الحكومة وتكليف الوزير الاول باقتراح تشكيلة حكومة جديدة الى جانب اجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال ستة أشهر. وقالت وكالة الانباء التونسية ان الرئيس زين العابدين بن علي اجتمع أمس بالسيد محمد الغنوشي الوزير الاول الذي صرح بما يلي " قرر رئيس الدولة فى اطار ما اعلنه مساء الخميس من مبادرات حل الحكومة وتكليف الوزير الاول باقتراح تشكيلة حكومة جديدة". كما اقر اجراء انتخابات تشريعية سابقة لاوانها وذلك خلال ستة اشهر . واعتبر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مساء الخميس ان الاوضاع الراهنة تفرض "تغييرا عميقا وشاملا" وانه سيعمل على دعم الحريات وتعميق الديمقراطية والتعددية. واعلن الرئيس التونسي في خطاب القاه مساء الخميس عن رفع الرقابة على الاعلام ومنحه كل الحرية في التعبير وابداء الرأي وذلك في اطار اخلاقيات المهنة مؤكدا ان هذا التغيير انما جاء استجابة وتلبية لمطالب ابناء الشعب التونسي. كما أكد انه وجه اوامر للجهات المعنية من اجل وقف اطلاق الرصاص ضد المتظاهرين ماعدا في الحالات المتعلقة بالدفاع عن النفس او محاولة تجريد رجال الامن من اسلحتهم.وقد افاد رئيس الدولة التونسي انه كلف الحكومة بتخفيض اسعار العديد من المواد الغذائية الاساسية لدعم القدرة الشرائية للمواطنين من ضمنها اسعار الخبز والسكر والحليب للحد من غلاء المعيشة. وبعد ان اعرب عن حزنه العميق امام سقوط الضحايا اعلن عن رفضه البات للترشح للانتخابات القادمة 2014 كي لا تكون الرئاسة مدى الحياة وبهذا الصدد اكد أنه سيتم تشكيل لجنة وطنية ترأسها شخصية وطنية مستقلة للنظر فى مراجعة عملية الانتخابات وقانون الجمعيات وبالتالي تقديم الاقتراحات والتصورات المرحلية الضرورية لغاية انتخابات عام 2014 بما فى ذلك إمكانية فصل الانتخابات التشريعية عن الإنتخابات الرئاسية. وحث مواطنيه على التحلي بالهدوء ووقف المظاهرات التى تجتاح البلاد كما طلب من الجميع التصدي "للمجرمين" الذين يدمرون الممتلكات العامة والخاصة مشيرا الى انه طلب من اللجنة المستقلة التى ستتولى التحقيق فى الأحداث والتجاوزات الأخيرة أن تحدد مسؤوليات كل الأطراف بدون استثناء وبكل نزاهة موضوعية. وبخصوص شرعية المظاهرات لاحظ ان المجال مفتوح اليوم أمام الجميع للتظاهر السلمي لكن دون ممارسة أعمال العنف والتخريب. وعبر عن تفهمه لانشغالات كل مواطن سواء الذى يعاني من ظاهرة البطالة أو الرجل السياسي الذي يطالب بمزيد من الحريات بيد ان أعمال التخريب "ليست من عادات المواطن التونسي المتحضر والمتسامح " كما ذكر الرئيس بن علي . وشدد على ضرورة توقف العنف بتكاتف جهود الجميع من أحزاب سياسية ومنظمات وطنية ومجتمع مدني ومثقفين ومواطنين كما دعا إلى التفرقة والتمييز بين الاحتجاجات السلمية المشروعة "وأعمال المنحرفين". وخلص الى القول ان الاصلاح يستدعي جوا من الهدوء والسكينة وان الجهود ستتواصل لتنفيذ كل الاجراءات الهامة التي تتطلب الوقت الكافي.