بينما العالم مشغول بمجازر حلب وتدمير الموصل وفوز ترامب وإيران والنووي وقلق بان كيمون والناسا والمريخ وتزايد النسل ، أنا أراقب حسابك على السوشل ميديا ،بالمناسبة صورة عرضك رمادية للغاية وشعرك مهمل أكثر من أيام عمري ،بك شرود يشبه خيبتي حد التعب . أتساءل وأنا أمسح على وجهك من خلف الشاشة ،ماذا ينقصنا كي نموت معاً ، فالحرب موجودة ، والقنابل ، وقطاع الطرق ، والسياسيين ، كل ما يجب أن نفعله هو أن ننتظر سويا في مقهى أو على جانب الشارع المؤدي إلى المقبرة ،هكذا نسبق ملك الموت إلى الحفرة ببضع خطوات ،تتراءى إبتسامتك فأهذي أكثر ،باق من العمر يا صغيرتي مقدار غيمة فلا تستعجلي ،دعينا نوقف قصف المدائن بقُبلة عابرة ،دعينا نبحث في خارطة وجهك سُبل السلام وعلى كفك نحرر حمائم ومآذن ،أنت امرأة إستثناء جدا ومُقنعة جدا ،تمنحين الكون فرص الإختلال وتمنحين قلبي جيوش إستفهام فمثلا ،مثلا تغضبين إذا ما أهديتك ورده في حين لا يهمك جرحى الحروب والمقابر الجماعية ومخيمات اللاجئين وموت الجنود وفيضان فيرجينا ،فقط تفتعلين حربا لأجل ورده ،ثم ماذا ؟ أحلق لحيتي أو أطيلها ،أضرب رأسي على الجدار ،أضع رجلي على الوسادة ورأسي على الأرض أو أحتسي النبيذ في سطل دهان كل هذا لا يهمك ،أنت إمرأة مشغولة ،تضعين طلاء أظافر وتدندنين (سترونه بين أقدامي كأوراق الخريف) ويحك يا مستبدة،اللصوص والساسة والتجار حينما تتعرف عليهم يجب أن تغلق بابك جيدا ، إلا أنت لصة في هيئة سياسي تاجر وتكسرين الأبواب بإصبعك ،تدخلين كسبع أعاصير وأنا أرض جرداء و بي من العراء ما يكفي حتى تقتلعي صدري ونسبي وقبيلتي ،كم تمنيت أن تنزلق قدمي فأنسكب قبالة أرضك ،فارس مهزوم أو خيل متعثر، ربما تمسحين على رأسي أو تقبلينني ،ولكن ما نفعها بطولات التدحرج وأنت كل همك حذاءك الأحمر لا يتسخ ،ملحمة كبيرة تحدث بي وأنت تعبرين الرواق خطوة في قلبي وأخرى في قلبي أيضا ،قدّس الله سرّك يا إمرأة وأسرار عاشقيك الثمانية من الطابق الأول حتى الخمسين ،كلهم لهم أحلام ولي أحلامي ،أن تصطدمي بي مثلا وأعدك أن لا أبقى صامدا سأندثر وأقع فليس وحدي من يغريه قُصر تنورتك حتى البلاط يتمدد حين تعبرين أكثر وأكثر، لا تقلقي لا شيء سيتغير ،ستبقين كما أنت صرحا عظيما فنحن الرجال لا يمكننا العيش دون جحيم إمرأة ،نحتاج الطوفان والقحط والثوران ،نحتاج أن نتشرد في غياهب الأقمار ،نحتاج أن نحزن ،أن نبكي أن نتوجع ،لا تستهوينا الخانعة الخاضعة ،نبحث عن الشرسة المتعجرفة القوية الواثقة المتمردة الصامدة الثائرة ،في داخل كل واحد منا هيكل أنثى تتنقل بين صدره ومخيلته ،أنثى بمقاس مختلف وهيئة أخرى ،تلك الأنثى كنت أنت بالنسبة لي ،حين أراك أشعر وكأني ماء على هيئة نار بي الكثير من طعم الحريق ولا أنطفئ ،أحببتك بشعرك الأسود جدا والطويل جدا ، أحببتك بكل غضبي وسلامي وأنانيتي،الآن لا أطلب من الرب غير أن لا تتركي رسالتي مهملة كعُمري في صندوق بريدك حرري كلانا وغيّري صورتك عرضك دعي الكون يحيي بسلام .