استيقظ سين صامدي باكرا، وراح يقرأ الجرائد الصباحية، وسرعان ما دق التلفون، فكانت على الخط جدتي، وعندئذ أجهش سين صامدي بالبكاء، فقالت له جدتي ''ما بك يا سين صامدي، من ضربك؟!''، قال ''تصوري يا عزيزتي أن الجرائد جاءت خالية من صورتي·· لا أحد أصبح يتكلم عني، سوى حفيدك بحليطو الخبيث''، فقالت جدتي ''دعك من هذا الهراء يا عزيزي، وتعال إليّ إني في انتظارك''، فقال ''أين أنت يا عزيزتي''، فقالت ''أنا عند أبوجرة سلطاني''، فقال سين صامدي ''لا·· لا هذا من النظام وأنا أريد أن أسقط النظام'' فضحكت جدتي وقالت ''لا·· لا يا عزيزي· لا تخشى شيئا، فأبوجرة سلطاني معنا''، فقال سين صامدي ''معنا؟! لا·· لا· هو مع أويحيى وبلخادم وبوتفليقة هو مع النظام''، فقالت جدتي ''هو مع النظام وضد النظام·· هو داخل النظام وخارج النظام·· حاله مثل حالك يا سين صامدي·· تعال، تعال، إن لديه مبادرة ستفرحك''، فخرج سين صامدي مع حرسه الخاص وتوجه رأسا إلى فيلة سلطاني وما إن دخل حتى طار سلطاني من مكانه وهو يحتضنه بين ذراعيه قائلا له ''توحشتك يا سين صامدي·· أنا بحاجة إليك وأنت بحاجة إليّ·· يجب أن نتحد يا سين صامدي·· فأنت في ورطة وأنا في ورطة·· أنت مكروه في حزبك، وأنا مكروه في حزبي، أنت حرقت أوراقك مع النظام وأنا حرقت أوراقي مع النظام، ولم يبق لنا سوى أن نحرق ماضينا ربما نتطهر وننبعث من جديد·· أجل يا سين صامدي·· أنت لا بد أن تبقى تمشي ولو وحدك في ساحة أول ماي وأنا سأبقى في المستقبل القريب في ساحة الشهداء·· أنت معك المال وأنا معي المال، أنت معك بعض الأجانب وأنا معي بعض الأجانب·· أنت تريد أن تعود من الباب الخلفي للنظام وأنا أريد أن أعود من الباب الخلفي للنظام، أنت عدو أويحيى وأنا عدو أويحيى، أنت لا تحب بلخادم وأنا لا أحب بلخادم·· أنت كتبت كتبا وأنا كتبت كتبا، أنت جلست طويلا عند بوتفليقة وأنا جلست طويلا عند بوتفليقة، وأنت كان عندك أبا روحيا هو آيت أحمد وأنا كان عندي أبا روحيا هو نحناح·· أنت لا تحب الشباب وأنا كذلك·· أنت تحب نفسك وأنا كذلك، أنت تعشق في جدة بحليطو وأنا أيضا·· أرأيت، ألسنا وجهان لعملة واحدة··؟!'' وهنا صفقت جدتي وقالت لهما، ''هيا، هيا، بوسا بعضكما بعضا'' وبالفعل باس سلطاني سين صامدي بوسة طويلة وباس سعدي سلطاني بوسة طويلة واتفقا أن يطلقا على بوستيهما، بوسة التغيير·