تشهد محلات بيع الأعشاب الطبيعية بمدينة عين صالح التي تبعد 750 كلم عن تمنراست إقبالا ملفتا من قبل المواطنين من أجل اقتناء بعض الأعشاب الطبيعية للتداوي بها ، حيث شاعت في الآونة الأخيرة طريقة المداواة بالأعشاب الطبية أو الطريقة التقليدية في علاج بعض الأمراض في أوساط المرضى، اعتقاد منهم أنها ترياقا مفيدا لعلاج بعض الأسقام الباطنية والخارجية، دون اهتمامهم بالمضاعفات الصحية التي قد يتعرضون لها بحكم اعتمادهم على نصائح متداولة في أوساط تفتقر في معظمها للقواعد الصحية السليمة. ويعتقد الكثيرون أن العلاج بهذه الأعشاب هو بمثابة العودة إلى الطبيعة، لاسيما في ما يتعلق بعلاج بعض الأمراض المستعصية بحجة أن الآباء والأجداد شفيوا بها و لم يطرقوا باب العيادات الطبية طوال حياتهم،كما يجمع معظم الناشطين في مجال تسويق الأعشاب الطبية بمدينة عين صالح بمنطقة تيدكلت أن محلاتهم لا تستقطب الأشخاص المسنين فحسب ، بل من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، حيث يقوم هؤلاء الباعة بتقديم وصفات وإرشادات للمواطنين حول كيفية تحضير واستعمال الأعشاب الطبيعية حسب الحالات المرضية ،وتتفاوت طرق العلاج من بائع إلى آخر، فمنهم من يعتمد على وصفات طبية تقليدية متداولة تأكدت حسبهم فعاليتها، وآخرين يعتمدون على معلومات ووصفات مستقاة من كتب قديمة وحديثة تخص مجال التداوي بالأعشاب ، والذي أصبح يسمى في عصرنا بالطب البديل. عيادات منزلية من جهتهن حولت بعض النساء القاطنات بمنطقة تيدكلت منازلهن إلى عيادات بغرض استقبال المرضى ومعالجتهم من بعض الأمراض ، حيث تشهد هذه العيادات إقبالا لافتا من قبل المرضى الذين أصابهم اليأس لعدم تعافيهم من المرض،وتوجد من بينهن السيدة « ن. سهام « التي حولت بيتها إلى عيادة طبية ، حيث قالت إن هناك خلطات طبية قد حققت نتائج جيدة وباهرة للكثيرين من المرضى خصوصا للمتزوجات اللائي يعانين من العقم و المرضى الذين يعانون من أورام ليفية وكسور عظام وأمراض الأطفالوغيرها ، وقد ولوحظ أن المتحدثة من خلال استرسالها في عرض تجربتها أنها تمتلك خبرة واسعة في مجال الطب البديل ، وهي خريجة المعهد التقني المتوسط للفلاحة الصحراوية بتيميمون، وقد ساعدها هذا الاختصاص في تنمية موهبتها بخصوص معرفة أسرار وفوائد عديد أنواع الأعشاب الطبيعية،ومدى فعاليتها في معالجة بعض الأمراض، وبرأيها فإنه من أهم الأسباب التي دفعت المرضى للمعالجة بهذا النوع من الطب صعوبة تشخيص المرض أو الداء من طرف الأطباء. للطب الحديث رأي آخر وتقول السيدة رقية ذات ال40 ربيعا ، وهي واحدة ممن صادفناهم بذات العيادة المنزلية أن الحاجة وشدة المرض تدفع بالإنسان إلى تجريب كافة السبل التي من شأنها مساعدته على توفير فرصة للعلاج طلبا للمعافاة ، مضيفة أن هناك مريضات كثيرات يلجأن إلى التداوي بالأعشاب الطبيعية بعد أن ثبت لديهن إمكانية الشفاء وعلاج بعض الأمراض، وأجمعت آراء الأطباء والصيادلة بمدينة عين صالح أن التداوي بالأعشاب الطبيعية مبدئيا يتنافى مع الطب الحديث، حيث تزداد الخطورة والمضاعفات الصحية مع الاستعمال السيئ والعشوائي لتلك النباتات،وحذر الدكتور عبد الكريم سعداوي في هذا الشأن من أخطار الاستخدام الخاطئ للأعشاب الطبيعية دون اعتماد مقاييس علمية صحيحة، مما يضر- حسب هذا الطبيب العام- بصحة المريض وقد يؤدي بحياته نظرا لاحتوائها على مواد سامة وخطيرة،وتم التأكيد بالمناسبة على ضرورة التمتع بالكفاءة الطبية اللازمة للإستفادة من هذه الأعشاب الطبيعية ، مما يتعين على ممارسي مهنة بيع الأعشاب الطبية أن يكونوا على دراية كاملة بها ويتوفرون على تكوين علمي شامل حول استخدامها.