لم يتوقف يوما التهويد الإسرائيلي للقدس، ولم تخف الإجراءات العقابية بحق ساكنيها ابتداء من هدم منازلهم ومصادرة أرضهم واعتقالهم واستخدام أساليب القهر ضدهم، وانتهاء بطردهم وسحب هوياتهم المقدسية. فقد لجأت إسرائيل مؤخرا -وبعدما استنفذت كافة الوسائل لمعاقبة المقدسيين- إلى طرد العديد من شخصياتهم البارزة وسحب هوياتهم وأوراقهم الثبوتية، كما حصل مع نواب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالمجلس التشريعي محمد أبو طير وأحمد عطون ومحمد طوطح، ووزير شؤون القدس السابق بحكومة (حماس) خالد أبو عرفة، وهددت بطرد مسؤول ملف القدس بحركة (فتح) حاتم عبد القادر. فقد أكد أبو عرفة للجزيرة نت أن إسرائيل سحبت هوياتهم فعلا وأمهلتهم حتى بداية الشهر القادم، وهو ما يضعهم أمام البقاء داخل القدس دون هوياتهم ووثائقهم "وهذا اعتقال وإقامة جبرية"، أو أن ينفذ القرار ويطردوا من القدس. إرادة الناخبين وتتذرع إسرائيل بالخطر الأمني لهذه الشخصيات باعتبارها تدعم موقف حماس وبانتخابهم في المجلس التشريعي، حيث تطالبهم إسرائيل بالاستقالة للعدول عن قرارها، وهو ما يرفضه النواب "باعتباره مرهونا بإرادتهم الخاصة وإرادة شعبهم الذي انتخبهم". وتكمن خطورة الأمر -بحسب أبو عرفة- بمحاولة إسرائيل تمرير هذا الطرد على مئات وآلاف المقدسيين "الآن ولاحقا"، خاصة بعد صدور قرار التهجير الإسرائيلي 1650. ووفقا للقيادي في حماس فإن هناك قائمة لدى الداخلية الإسرائيلية لترحيل 315 شخصية اعتبارية في القدس خلال الفترة القادمة. وإضافة إلى القلق المستمر بسبب القرار، فإن الخطر الذي يواجهونه يتمثل في حرمانهم من التواصل الاجتماعي مع أسرهم، كما أن السلطة الفلسطينية لا تملك أيضا منحهم أي وثائق بديلة "فيما لو رُحلنا". وكانت إسرائيل قد أسقطت قبل أربع سنوات أسماء هذه الشخصيات من سجلاتها الداخلية، وهو ما يحرمهم من حقهم في التأمين الصحي والوطني والسفر، قبل أن تسحب هوياتهم قبل أيام. ويؤكد المطرودون أنهم باقون في القدس حتى لو أبعدوا، ويقول أبو عرفة إن "الآليات" لذلك كثيرة، إعلامية وحقوقية وإنسانية". وأوضح أنهم بصدد استصدار قرار قضائي ببقائهم "احترازيا" لحين صدور أمر آخر من المحكمة بطردهم. نضال مستمر من جهته يؤكد حاتم عبد القادر أن نضال تلك الشخصيات لن يتوقف حتى لو جمدت إسرائيل إقاماتهم أو طردتهم، وأن معركة "الدفاع" مستمرة من داخل المدينة وخارجها، وأن "النضال غير مرتبط بأشخاص". ويلفت مدير مركز الخرائط للدراسات العربية بالقدس خليل التفكجي إلى أن إسرائيل سحبت بين عامي 1967 و2009 هويات 14 ألف مقدسي "بحجة أن مركز حياتهم ليس القدس". أما فيما يتعلق بسحب هويات الشخصيات فإن إسرائيل تعتبرهم خطرين "أمنيا" و"إرهابيين" وخاصة "نواب حماس"، وقال إنها لجأت لحرمانهم من السفر ومنعهم من دخول الأقصى، ونفيهم من داخل مدينة القدس. Share آخر تحديث الثلاثاء, 14 ديسمبر 2010