رغم أن القمة الأفريقية المرتقبة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحمل شعار اللاجئين والنازحين، فإن ملفات الإرهاب والأزمات لم تغب بدورها عن أجندة الاجتماعات بمراحلها كافة، وستكون هذه المرة بحضور قوي للجزائر ممثلا بالوزير الأول أحمد أويحيى الذي عينه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، لتمثيله في أشغال القمة ال32 للاتحاد الإفريقي رفقة وزير الخارجية عبد القادر مساهل، التي ستعقد يومي 10 و11 فبراير الجاري بأديس أبابا (إثيوبيا) من جهة، ومناقشة تقرير عن تنفيذ خارطة طريق عملية لإسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام 2020، قدمها من قبل وزير الخارجية السابق رمضان العمامرة، في ملف لا ينفصل عن ملف الصراعات والنزاعات بالقارة. وسيرأس أحمد أويحيى الوفد الجزائري في أشغال القمة ال32 للاتحاد الافريقي المنظمة هذه السنة تحت شعار “سنة اللاجئين والنازحين والمرحلين: نحو حلول مستدامة للترحيل القسري في افريقيا”. القمة التي تأتي عقب أخرى استثنائية عقدت قبل ثلاثة أشهر بالعاصمة الإثيوبية، ستناقش أولويات وملفات رئيسة على الطاولة، يتصدرها اللاجئون والنازحون والجواز الأفريقي الموحد. فيما سيكون ملف الإرهاب حاضرا بقوة على طاولة المجتمعين الذين سيحثون تطوراته في ظل استمرار وجود جماعة “بوكو حرام” المسلحة وتنظيم “القاعدة” في الساحل الأفريقي، وحركة “الشباب” في شرق القارة، والنزاع الطائفي في أفريقيا الوسطى ودولة جنوب السودان.صراعات ونزاعات وأزمات باتت تشكل تحديات جسيمة في وجه قارة ترنو نحو التقدم تنمويا واقتصاديا. وخلال القمة المرتقبة اليوم الأحد، من المنتظر أن يعرض مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي تقريرا حول حالة السلم والأمن في القارة، مع توصيات بشأن الحلول المقترحة، خاصة النزاعات والصراعات.القمة تناقش أيضا ملف الإرهاب الذي ظلّ يفرض نفسه على أجندة قمم القادة الأفارقة، خصوصا في ظل توسع تهديدات الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي وبحيرة تشاد جراء نشاط “بوكو حرام”، والتهديد الذي تمثله حركة “الشباب” في الصومال. من الملفات المعتادة سنويا على أجندة القمم الأفريقية، حيث تشكل هذه الجماعة الإرهابية تهديدا للسلم والأمن في منطقة حوض بحيرة تشاد (الكاميرونونيجيرياوالنيجروتشاد). وفي أول أيام 2019، شنت الجماعة هجمات متفرقة على قواعد عسكرية في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا. وعموما، كثفت الجماعة في الأشهر الأخيرة من هجماتها على مراكز عسكرية وثكنات للجيش النيجيري، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود.و”بوكو حرام” هي جماعة نيجيرية مسلحة تأسست في يناير 2002، ويتمركز نشاطها شمال شرقي البلاد، وتمتد عملياتها إلى مختلف المدن النيجيرية ودول الجوار، وخصوصا منطقة أقصى الشمال الكاميروني، وجنوب شرقي النيجر.وفي مارس2015، أعلنت الجماعة ارتباطها بتنظيم “داعش” الإرهابي.وأسفرت الحرب ضد “بوكو حرام” عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص إلى جانب نزوح الملايين، بحسب تقارير محلية. .. الإرهاب بالساحل الأفريقي منطقة الساحل الأفريقي تعتبر بدورها مرتعا للمجموعات المتطرقة والمسلحة، وساعدت صعوبة تضاريسها في رسم مشهد معقد تصعب السيطرة عليه أمنيا، ولعل هذا ما ساعد المجموعات المتطرفة على تحويل المنطقة إلى قاعدة خلفية ومنطقة آمنة للبقاء في المعادلة السياسية والعسكرية دولياً. وتستفيد الجماعات الإرهابية من غياب الدول المركزية في مناطق التوترات وبؤر الصراعات الأهلية، ما يتيح لها إقامة ملاذات آمنة، وتكوين حاضنات من سكان المنطقة من خلال تقديم الامتيازات والإغراءات المالية.وتنشط بالمنطقة العديد من الجماعات الإرهابية بينها فرع “القاعدة ببلاد المغرب”، علاوة على تنظيمات أخرى انتقلت من الشرق الأوسط إلى الساحل الأفريقي، لتزيد من الاهتمام الدولي بالقارة السمراء ومعضلة الإرهاب فيها. وفي مايو 2015، شكلت دول الساحل الأفريقي الخمس، موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد، قوة عسكرية لمواجهة الجماعات الإرهابية، فيما تنشر فرنسا أكثر من 4 آلاف جندي في المنطقة لمساعدة هذه الدول على مواجهة الإرهاب. تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تشنها حركة “الشباب” في الصومال، يؤكد التهديد المتواصل للتنظيم الإرهابي داخل البلاد وخارجها.كما أن تلك الهجمات أثبتت قدرة التنظيم على الاستمرار في العمل عبر مساحات متنوعة من الأراضي، بما في ذلك داخل العاصمة مقديشو نفسها، مع القدرة على مهاجمة بعثة الاتحاد الأفريقي وشركائها في الصومال.وحذرت الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا “إيغاد”، من التهديد الذي يشكله التنظيم الإرهابي على الأمن واستقرار الصومال ومنطقة القرن الإفريقي عموما. ودعت المنظمة شبه الإقليمية التي تتخذ من جيبوتي مقرا لها، إلى معالجة التحديات التي تواجه قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال ووسعت الحركة من مجال نشاطها إلى بلدان أخرى، منها كينيا وتنزانيا وأوغندا ومؤخرًا موزمبيق، في وقت تشير فيه تقارير إعلامية إلى أن الحركة تقوم بتكوين شراكات مع جماعات مسلحة أخرى في هذه الدول. وعلاوة على ما تقدم، تستعرض القمة المقبلة التقارير الخاصة بنتائج الأوضاع في كل من الكونغو الديمقراطية، وليبيا، والصومال، وبورندي، وأفريقيا الوسطي، ودولة جنوب السودان، فضلا عن التقارير التي أعدتها لجان الاتحاد الأفريقي حول مختلف المجالات، بينها موضوع القمة. ويتوقع أن تناقش القمة تقريرا عن تنفيذ خارطة طريق عملية لإسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام 2020، من قبل وزير الخارجية الجزائري السابق رمضان العمامرة، في ملف لا ينفصل عن ملف الصراعات والنزاعات بالقارة.