تمكنت السينما الجزائرية ومن خلال مشاركتها في الدورة الرابعة من مهرجان القدس السينمائي في دورته الرابعة التي اختتمت فعالياتها أول أمس، بحصد ثلاثة جوائز، وهم جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فئة الأفلام الروائية الطولية للمخرج سليم حمدي عن فيلمه ” عرفان”، وجائز أفضل إنتاج لفيلم ” أسوار القلعة السبعة” للمخرج أحمد راشدي، بينما نال فيلم ” لعنة بين الظلال” للمخرج عماد غجاتي جائزة أفضل فيلم لفئة الهواة. جاء ذلك خلال حفل ختام فعاليات المهرجان مساء أول أمس والذي شهد إعلان قائمة الأفلام المتوجة بجوائز المسابقة الرسمية للمهرجان في كل من فئة الأفلام الطويلة والقصيرة، وأفلام الهواة. وقد قال بالمناسبة الدكتور عز الدين شلح رئيس المهرجان “إنه وبناء على أننا لم نتمكن من إحضار المخرجين المشاركين بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال منذ ثلاثة عشر عاماً، تم التواصل مع الفائزين لإبلاغهم بالفوز، وتم بث كلمة مسجلة لكل فائز في حفل الختام، كما وتم تكريم الفنان الراحل نور الشريف عن دوره في فيلم ناجي العلي والفنان كامل الباشا والفنانة عرين العمري عن مجمل أعمالهما. وقد توج إلى جانب السينما الجزائرية، السينما الفلسطينة التي كان لها النصيب الأكبر في عدد الجوائز حيث حصدت أربعة جوائز موزعة على خمسة أفلام، فكان من نصيب الفيلم الوثائقي ” يافا أم الغريب” للمخرج رائد ديزدار جائزة “غصن الزيتون الذهبي” ، بينما ذهبت جائزة غصن الزيتون الذهبي لأفضل فيلم روائي قصير للمخرج وسام الجعفري عن فيلمه ” أمبيانس”، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام الوثائقية الطويلة مناصفة بين فيلم ” التأسيس والنكبة ” للمخرجة أحلام محتسب والمخرج أندي ترملت، وفيلم “على عتبة الدار” للمخرجة ساهرة درباس، كما نال فيلم ” المعبر” عن فئة الهواة للمخرج عبد الجواد حميد على تنويه من لجنة التحكيم، أما السينما التونسية فقد حصدت هي الأخرى ثلاثة جوائز عن الفيلم التونسي” فتوى ” للمخرج محمود بن محمود، الجائزة الكبرى جائزة غصن الزيتون الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل، وجائزة السيناريو لنفس الفيلم، وجائزة أفضل ممثل للفنان أحمد الحفيان. وحازت السينما المغربية جائزتين التمثيل والتي نالتها الفنانة جيهان كمال عن دورها في فيلم “نادرة” للمخرج كمال كمال، وجائزة أفضل تصوير لفيلم ” كليكس دوار البوم” للمخرج عز العرب العلوي، أما مصر فقد عادت لها جائزة غ”صن الزيتون الذهبي” لأفضل فيلم وثائقي قصير عن فيلم ” زي الشمس” للمخرجة هنا محمود، أما الفيلم السوري الروائي القصير”السابعة والربع مساء” للمخرج رامي نضال، فقد نال تنويه من لجنة التحكيم، في حين ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة، مناصفة بين فيلم ” أنا لست هناك” للمخرجة لمى الشهابي- السويد، وفيلم بيتي بلا سقف للمخرجة لينا مراد والمخرجة رنا مراد- سوريا. وبالعودة إلى الأفلام الجزائرية المتوجة ونخص بالذكر فيلم “عرفان”، يحكي على مدار 110 دقائق وعلى مستويين للرواية قصة المجاهدة “يمينة” التي تجسد شخصيتها الممثلة القديرة “شافية بوذراع” وأختها التي استشهدت في ميدان الشرف وكذا حفيدها وخطيبته وأصدقائه، وهم شباب مفعمون بالمواهب والحيوية ولكن دون آفاق مستقبلية في انتظار منصب عمل أو سكن، ف”أحمد” الحامل لشهادة في التاريخ البالغ من العمر 34 سنة والذي يلعب دوره الممثل “سمير الحكيم” وهو بطال وحفيد المجاهدة, يشاهد كما في كل مرة من السنة خلال الاحتفال باندلاع حرب التحرير الوطني جدته تلمع ميدالية وصورة أختها مرددة نفس القصص. وفي سنة 2014 يدرك الحاجة إلى نقل ما تشعر به المجاهدة التي لها كذلك الكثير لتقوله ويقرر تصوير شهادتها بمساعدة أصدقائه وخطيبته مياسة التي تلعب دورها مليكة بلباي من خلال تقمص دور فريق تلفزيوني مع هذه المرأة المسنة، كما أن مسار يمينة وأختها الممرضة التي التحقت بالجبال مستوحى من شهادات حية لعائلة ثورية من مدينة تيارت، وفي ختام هذا التصوير المرتجل يشرع الفريق في المغامرة الإدارية الطويلة لنشر هذا الفيلم. أما في الجزء الثاني من هذه الحكاية فقد اهتم خاصة بالواقع المعيش لهذين الزوجين, أحمد ومياسة, وهما يتناقشان حول الزواج والعمل محاولين الهروب من نظرة المجتمع والعائلة. أما فيلم “أسوار القلعة السبعة” للمخرج أحمد راشدي والذي انتح في إطار الذكرى ال50 للاستقلال، بالتعاون بين الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والمركز الجزائري لتطوير السينما، والمأخوذ من رواية تحمل ذات الاسم للكاتب والمجاهد محمد معارفية، يحكي قصة نزاع بين عائلة جزائرية جردت من أراضيها و معمر دموي, ويتناول الفيلم الذي يدوم 180 دقيقة نظرتين حول التشبث بالأرض الأولى ل”تابتي” الذي جسده “حسن كشاش” ابن فلاح جزائري جرد من أراضيه وشخصية “لوسيان” الذي جسدها الممثل الفرنسي “جون كريستوف روزي” المتمسك هو أيضا بهذه الأرض التي يعتبرها ملكه والتي تمكن أخيرا من الاستيلاء عليها. وفي سعيه للدفاع عن ارض أجدداه اضطر تابتي لحمل السلاح في سن جد مبكرة قبل أن يتصل به جنود جيش التجرير الوطني الذين قاموا بتدريبه على الحرب المنظمة و جعله زعيما في منطقة قسنطينة، كما تظهر قصة الفيلم التي تجري أحداثها خلال السنوات الأولى من اندلاع الثورة التحريرية, نظرة المعمرين الفرنسيين وملاك الأراضي للثورة وتبرز التشبث الكبير لهؤلاء بالجزائر وبالأراضي التي يستغلونها، وتقوم بين المجاهد والمعمر عديد المعارك, الأول سعيا للحرية والأخر من اجل الحفاظ على النظام الاستعماري.