ساد الهدوء الحذر، الثلاثاء، كافة محاور القتال في جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بعد فشل محاولة جديدة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر إحراز تقدم في الأحياء الجنوبية للعاصمة، في وقت أكد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد حكومته لإرسال قوات إلى ليبيا إذا طلبت حكومة الوفاق ذلك. وأكد المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية “بركان الغضب”، التابع للجيش الليبي بقيادة حكومة الوفاق، عبد المالك المدني، في تصريحات إعلامية، اختفاء الطيران الإماراتي المسير منذ نحو أسبوع عن أرض المعركة. وكان مراقبون للشأن الليبي أكدوا، في وقت سابق، وجود مؤشرات تؤكد تراجع الدعم العسكري الإقليمي لقوات حفتر، منها رجوعه للتعويل على استخدام المدفعية الثقيلة والطيران المروحي لإحداث خرق في دفاعات قوات الجيش، ما يعني اختفاء نسيباً للطيران المسير الذي كان يعتمد عليه طيلة الأشهر الماضية وقناصات مرتزقة “الفاغنر”. ورداً على التصريحات التي أدلى بها قادة قوات “الوفاق” عن وصول دفاعات جوّية متقدمة مكّنت قوات الجيش من إسقاط طائرة حربية لقوات حفتر وأسر قائدها، السبت الماضي، أكد المدني أن إسقاط الطائرة تم بسواعد ليبية.وبدأت قوات حفتر تعتمد على الطيران المحلي من طراز “الميغ” والمروحيات لاستهداف مواقع قوات الجيش في جنوب العاصمة طرابلس، والذي يبدو أنه ينطلق من قاعدة الوطية الواقعة جنوب غرب طرابلس بنحو 140 كيلومتر. وعن إمكانية استعانة الحكومة بدعم تركي عسكري وفق الاتفاق الموقع بينهما، أكد المدني أن قوات الجيش تمتلك قدرات قتالية عالية تمكنها من طرد قوات حفتر، لكنه شدد على ضرورة التدخل لمنع الطيران المسير الأجنبي من القصف الذي طاول أحياء مدنية وأودى بحياة مدنيين أبرياء.