تشهد حقول الزيتون مع بداية موسم الجني أجواء يطبعها التعاون والتآزر بمختلف مناطق ولاية البويرة حيث تتوجه العائلات لاسيما تلك القاطنة بالمناطق الريفية مغتنمة دفء الشمس قبل عودة التقلبات الجوية نحو الحقول التي زادتها ألوان شبكات الجني بهاء وجمالا. كما تتميز حقول الزيتون خلال موسم الجني بجد العائلات وكدها وهي تجمع حبات الزيتون وسط صيحات الأطفال المرافقين لها. بالناحية الشرقية من الولاية، انطلقت عملية جني الزيتون منذ أكثر من أسبوع، إذ انتهزت عائلات الفلاحين الأجواء المشمسة، لتشق طريقها مجددا نحو حقول الزيتون محملة بأدوات الجني على غرار السلالم والحصائر والمناشير والمقصات. وبشهادة أحد جانيي الزيتون بقرية أقويلال ببلدية العجيبة، فإن “جني الزيتون بهذه المنطقة يعتبر نشاطا اقتصاديا عريقا يعكس عادات وتقاليد أبناء المنطقة ونمط حياتهم” مضيفا ان “جني الزيتون عمل لا بد منه في كل موسم، وهي شرف لعائلتنا”. وحسب عدد كبير من أصحاب حقول الزيتون فان موسم الزيتون لهذه السنة مثمر رغم التراجع الطفيف المتوقع من قبل مديرية المصالح الفلاحية. ويجند القاطفون كل الوسائل الممكنة من اجل استغلال امثل لأشجار الزيتون قبل عودة الأمطار. وفي جويسوده التضامن، عندما ينتهي بعض الفلاحين وعائلاتهم احيانا مبكرا من عملية الجني يقومون بمد يد العون لأقاربهم. وقالت الشابة وردية القاطنة بقرية اغويال “ننتهي كل سنة مبكرا من جني نصيبنا من الزيتون ونقوم بعدها بمساعدة العائلات الاخرى لانه امر مقدس بالنسبة لنا ومغروس في تقاليدنا الاخوية حيث اننا نقوم بها في اطار التويزة (العمل التطوعي(“. ويلتف القرويون حول شجرة الزيتون البعض منهم فوقها والبعض الاخر يلتقط حبات الزيتون الموجودة على الارض. صحيح ان عملية جني الزيتون مرهقة ومتعبة لكنها تساهم في تعزيز العلاقات العائلية بين القرويين. .. توقعات بإنتاج 7ر7 مليون لتر من زيت الزيتون وأكدت مسؤولة بمديرية المصالح الفلاحية المحلية، لويزة عميرات، أن المصالح الفلاحية للولاية تتوقع تحقيق انتاج زيت الزيتون يقدر ب 7ر7 مليون لتر هذه السنة، مضيفة ان هذا الانتاج في تراجع مقارنة بالنسبة للسنة الفارطة. وأسردت المسؤولة بالقول “نتوقع تحقيق انتاج يقدر ب 7.700.000 لتر من زيت الزيتون. هذا الانتاج في تراجع بالنسبة للسنة الفارطة (2ر9 مليون لتر)”، مضيفة ان معدل الانتاج سيصل الى 70ر17 لتر/القنطار. وقد ارجعت ذات المسؤولة هذا الانخفاض الى ظاهرة تناوب المحاصيل وحرائق الغابات من جهة أخرى. في هذا الصدد قالت السيدة عميرات أن “الانخفاض يرجع الى ظاهرة تناوب المحاصيل المعروفة في مجال زراعة الزيتون اضف إلى ذلك الحرائق المتبوعة بموجات حر شديدة وهوما عطل عملية الالقاح بالنسبة لأشجار الزيتون”. وأوضحت المسؤولة ان ولاية البويرة تضم ما مساحته 37.264 هكتار (4.823.496 شجرة) من بينها 27.268 هكتار منتج (3.036.133 شجرة منتجة). وتم في هذا الإطار تنظيم مجموعة من الأيام التحسيسية منذ أيام على مستوى كل بلديات الولاية لتوعية الفلاحين الناشطين في هذا المجال بالطرق والمناهج السليمة الواجب اتباعها في جني وعصر الزيتون. وحسب السيدة عميرات نظمت “أيام تحسيسية ببلدية أحنيف (البويرة شرق) وسور الغزلان (جنوب الولاية) ناهيك عن حملات ستنظم ابتداء من الأسبوع المقبل بكل من بلديتي الأصنام وبرج خريس. وذكرت السيدة عميرات أن موسم جني الزيتون هذه السنة سيشهد فتح 211 معصرة منها 42 تقليدية و81 نصف آلية، مشيرة إلى ان ذبابة الزيتون التي تهدد المحصول لم تنتشر هذه السنة بفضل نظام الوقاية الذي تم اتباعه من أجل الحد من الخسائر.