شهدت مراكز البريد في الجزائر، طوابير طويلة، السبت، للمتقاعدين الراغبين في الحصول على معاشاتهم، التي تُصرف في 20 من كل شهر. وشهدت مختلف مراكز البريد عبر ولايات البلاد، خاصة منها الواقعة في وسط المدن الكبرى، اكتظاظا وطوابير طويلة للمتقاعدين، الذين سارعوا مع الساعات الأولى إلى سحب أموالهم، خوفا من حدوث أزمة سيولة. ويستبق المتقاعدون أيضاً انطلاق فترة الحجر الصحي في المنازل بدءا من اليوم الأحد، لتتجدد معاناة المواطنين الذين أعربوا عن استيائهم من نفاد السيولة، وتعطل أجهزة السحب الآلي أو الشبكة، من دون أن تجد الجهات المعنية الحل وتخلّصهم من هذه الطوابير اللامتناهية والعوائق التي يواجهونها في كل مرة. في العاصمة الجزائر، وجد مرتادو مراكز البريد، السبت، لا سيما منها الواقعة في وسط المدينة، صعوبة كبيرة في سحب معاشاتهم ومدخراتهم، بسبب الطوابير الطويلة التي يقضون فيها ساعات، مشيرين إلى أنهم سئموا هذه الوضعية التي تتكرر مع كل أزمة أومناسبة دينية أووطنية. وأفاد أحد المواطنين، في أحد مراكز البريد، بأنه “اضطر إلى القدوم في الصباح الباكر من أجل استخراج معاشه لشراء المواد الغذائية التموينية، وكذا بعض المستلزمات تحسبا للأيام القادمة”، لكنه “فوجئ بالعدد الكبير من المواطنين الذين شكلوا طابورا طويلا أمام المدخل قبل أن يفتح المركز أبوابه، ليجد نفسه مجبرا على الانتظار خلف هؤلاء لساعات قبل أن يحين دوره”. وتداول ناشطون في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صورا لطوابير طويلة أمام مراكز البريد، عبر مختلف ولايات الجزائر، تُظهر غياب إجراءات الوقاية، وعدم احترام مسافات الأمان. وإتخذ بريد الجزائر إجراء إحترازيا يسمح للزبائن لاسيما فئة المتقاعدين بسحب منحهم عن طريق الوكالة أوالتوكيل في اطار مكافحة انتشار وباء كورونا على مستوى مكاتب البريد لاسيما خلال ايام تسديد المنح والأجور. ويسمح الاجراء الجديد للمتقاعدين الذين لا يرغبون في التنقل الى مكاتب البريد ب”تفويض شخص أخر من خلال وكالة للقيام بعملية السحب مكانهم بهدف تقليص تنقلات الاشخاص المسنين الذين يعتبر وضعهم الصحي هشا” حسبما اعلن عنه بيان لبريد الجزائر. ولهذا الغرض يتعين على الشخص المفوض تقديم إستمارة وكالة بريد الجزائر-كوفيد 19 تحمل توقيع الشخص المتقاعد مع الاخذ بعين الاعتبار تطابق التوقيع مع ذلك المسجل على مستوى بريد الجزائر، حسبما تمت الاشارة اليه.