لشهر رمضان المبارك طعم أخر في سجون الاحتلال الاسرائيلي، طعم يمتزج فيه الحلو بالمر، والألم بالأمل، والفرح بالحزن، لا أبالغ ان قلت انه أصعب الشهور التي تمر على الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال، فشهر رمضان امتاز في مجتمعاتنا العربية بانه شهر العائلة، شهر اجتماع الاحبه على مائدة الإفطار، وما يتبع الإفطار من زيارات عائليه وصلاة تراويح وسحور وسهرات، كل هذه الإحداث تصبح ذكريات يمر شريطها يوميا على الأسير وكذلك على عائلة الأسير التي تفتقده ويُؤلمها ذلك المقعد الفارغ على مائدة الإفطار. يبدأ الاستعداد للشهر قبل قدومه بفترة، وتكون الاستعدادات على كل المستويات، بداية يبدأ الاسرى برصد احتياجاتهم من الاطعمه والمواد الغذائية لرفعها لإدارة السجون والمطالبة بتوفيرها، وعادة ما تماطل إدارة السجون في توفير هذه الاحتياجات ولا تلتزم بالكميات التي يحتاجها الاسرى. يحاول الاسرى تغيير النمط الساري في السجن طيلة السنه الا وهو ثلاث مرات عدد بالاضافه الى التفتيشات وفحص الجدران والارضيات، ويسعى الاسرى لتقليل هذه الاقتحامات خلال الشهر المبارك ويطالبون إدارة السجون باحترام حرمة هذا الشهر، وكعادة الاحتلال لا يلتزم باي اتفاقيات. يبدأ الشهر الفضيل ويسعى كل أسير لإدخال الفرح والسعادة لقلوب باقي الاسرى رغم كل الألم والوجع الذي يسكن قلوبهم، فهناك من يُبدع في صنع الطعام، وأسير اخر يتفنن في إعداد الحلويات رغم قلة الإمكانيات، وأسير يُقدم برنامج ثقافي تربوي للأسرى، وأخر يتابع الحالات ألمرضيه، يبدأ شهر رمضان وتبدأ خلية العمل والنشاط بين الاسرى. إدارة سجون الاحتلال لاتحترم مكانة شهر رمضان عند الاسرى، فهي على علم بما يمثله شهر رمضان لهم، لذلك تقوم بالضغط عليهم بطرق مختلفة، فتمنع دخول البضائع والمواد الغذائية قبل رمضان وخلال أيامه المباركة، و تقوم بمضايقة الأسرى أثناء تناول وجبة السحور، وتقطع الكهرباء عنهم بالإضافة إلى منعهم من أداء صلاة التراويح جماعة في السّاحة في معظم السّجون،وفي ظنها أن أعمالها القمعية تلك ستكسر روح الأسرى وعزيمتهم، ولكن هيهات لِحُرٍّ ضَحّى بربيع عمره لأجل بلاده أن يهزمه المحتل الزائل.