قال عبد الناصر فروانة، المختص في شؤون الأسرى والمحررين، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكترث للمناشدات والنداءات الحقوقية والانسانية، المحلية والدولية، وواصلت اعتقالاتها للمواطنين الفلسطينيين منذ بدء أزمة “كورونا” في المنطقة واعتقلت منذ بداية آذار/مارس الماضي أكثر من (800) فلسطيني، بينهم قرابة (90) طفلا و(10) فتيات وسيدات. وتابع: أن الهجمة الإسرائيلية اشتددت في الأشهر الأخيرة ضد مدينة القدسالمحتلة، وقد رصدنا تصعيداً إسرائيليا خطيراً للاعتقالات والانتهاكات بحق الفلسطينيين هناك، حيث بلغت نسبة المعتقلين في محافظة القدس وحدها بنحو نصف اجمالي المعتقلين الفلسطينيين في باقي محافظات الوطن منذ بدء أزمة “كورونا”.واضاف: أنه و منذ بدء أزمة “كورونا” اعتقلت قوات الاحتلال (13) فلسطينيا من قطاع غزة بعد اجتيازهم للحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة باتجاه المناطق المحتلة عام1948، وقد سمح لهم بالعودة الى قطاع غزة عبر نقاط عشوائية، في تصرف غريب. حيث جرت العادة نقل “المتسللين” بعد احتجازهم الى السجون الاسرائيلية ومن ثم تسليمهم بشكل رسمي الى الارتباط الفلسطيني. لذا فان هذا التصرف الغير معهود اثار شكوك كثيرة وخشية انتقال الفايروس الى قطاع غزة عبر هؤلاء “المتسللين” في ظل تفشي الوباء وتزايد اعداد المصابين في صفوف الجيش الاسرائيلي وبين المستوطنين في غلاف غزة. وأكد فروانة على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استمرت في اجراءاتها العقابية بحق المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال وصعدت من عمليات اقتحام الأقسام والغرف والتنكيل بالأسرى والاعتداء وتضييق الخناق عليهم. كما وسحبت ادارة السجون عشرات الأصناف من المواد الغذائية ومواد التنظيف والتعقيم التي كان الاسرى يشترونها على حسابهم الخاص من مقصف السجن “الكنتينا”. خلال ازمة “كورونا” استشهد الاسير الفلسطيني نور الدين جابر البرغوثي بتاريخ 22 ابريل الماضي في سجن النقب الصحراوي جراء الاهمال الطبي. وأوضح فروانة: أنه ومنذ بدء أزمة “كورونا” في المنطقة لم تتخذ ادارة السجون التدابير اللازمة واجراءات السلامة والوقاية الضرورية داخل السجون، ولم توفر مواد التعقيم والتنظيف لحماية الأسرى من خطر الاصابة بفايروس “كورونا”. كما ولم تغير في النظام الغذائي المتبع في السجون ولم تقدم أنواعا جديدا من الأطعمة لتقوية المناعة لدى الأسرى المرضى، مما فاقم من حدة القلق لدى الاسرى وذويهم. في ظل استمرار الاكتظاظ الكبير داخل السجون وقلة التهوية والمساحة الصغيرة للغرف والأقسام داخل السجون والتي تعد مكانًا مثاليًّا لانتشار الأمراض والأوبئة. واشار فروانة الى أن سلطات الاحتلال كانت قد اتخذت قرارا بوقف زيارات الاهل والمحامين بسبب جائحة “كورونا”، فيما لم توفر آليات تواصل بديلة مما فاقم من درجة القلق والتوتر لدى الأسرى وعوائلهم في ظل استمرار تفشي الفايروس وتزايد اعداد المصابين. وذكر فروانة أن ادارة السجون الإسرائيلية كانت قد اتخذت بعض الاجراءات الشكلية في الآونة الأخيرة والتي لا ترتقي للحد الادنى من متطلبات الحماية والوقاية وازالة مشاعر القلق لدى الاسرى وذويهم، حيث سمح لبعض الاسرى والاسيرات بالاتصال هاتفيا مع الاهل، كما وادخلت لبعض الاقسام الكمامات وقليل من مواد التنظيف والتعقيم واجرت عمليات تعقيم لسيارات البوسطة وساحات بعض اقسام السجون. وقال فروانة: يخشى ان تشكل هذه الإجراءات التفافا على استحقاقات المرحلة ولذر الرماد في العيون، وتجميلا لصورة الاحتلال في تعامله مع الاسرى/ت في ظل ازمة “كورونا”، امام المؤسسات الدولية. وتحايلا على مطالبات تلك المؤسسات وردا على انتقاداتنا لسلطات الاحتلال واستهتارها المتواصل بحياة الاسرى واوضاعهم الصحية منذ بدء جائحة “كورونا”. وكذلك تهربها من الافراج عن الأسرى المرضى والأطفال والنساء وكبار السن، في وقت مارست فيه التمييز العنصري بشكل واضح حينما أفرجت فيه عن مئات السجناء الإسرائيليين وتجاهلت الأسرى الفلسطينيين. واضاف: لذلك أجدد دعوتي (داخل وخارج السجون) بضرورة توثيق الأحداث وتوقيتها وتفاصيلها، والاجراءات والتدابير المتخذة في السجون الاسرائيلية، وتلك التي كان من الواجب اتخاذها منذ بدء ازمة “كورونا”. حيث سيساعدنا هذا وسيخدمنا مستقبلا في دحض الرواية الاسرائيلية وحماية اسرانا واسيراتنا والدفاع عن حقوقهم. وفي ختام تقريره جدد فروانة دعوته للمنظمات الدولية وخاصة الصليب الاحمر ومنظمة الصحة العالمية لإرسال وفد طبي دولي محايد لزيارة السجون والاطلاع على الأوضاع الصحية بشكل عام، والاجراءات المتخذة هناك منذ بدء جائحة “كورونا” بشكل خاص، وتوفير العلاج اللازم للأسرى المرضى وسبل الحماية والوقاية لكافة الأسرى من خطر الاصابة بفايروس “كورونا” القاتل الذي ما زال قائماً. يذكر انه ما يزال في سجون الاحتلال نحو (4800) اسير بينهم (39) اسيرة و(180) طفلا وقرابة (400) معتقل اداري، وحوالي (700) مريض بينهم (30) يعانون امراض خطيرة ومزمنة ومن بينهم عشرات من كبار السن واكبرهم فؤاد الشوبكي الذي تجاوز 80 عاما من العمر.