* لقاءات مع عدة سفراء وجمعيات وطنية ومشروع لإحياءُ دبلوماسيةِ الأفلان في الخارج نوه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي بالحركية التي يعرفها الحزب منذ انتخابه أمينا عاما للحزب، حيث نشّط عدة لقاءات جمعته بأكثر من 350 بين جمعية ونقابة وتنظيم شباني وفي مختلف القطاعات والمهن، إضافة إلى منتخبين وأعيان وشيوخ زوايا وغيرهم. وتحدث الأمين العام للأفلان في كلمته خلال فعاليات أشغال الدورة العادية للجنة المركزية بالعاصمة عن تنشيطه للقاءات أخرى بمقر الحزب مع رؤساء بعض الأحزاب السياسية، بطلب منهم، للتعرف على وجهة نظر حزب جبهة التحرير الوطني في مختلف القضايا، مشيرا إلى أن أغلب من اجتمع معهم كشفوا عن تحليلٍ سياسي متوازن، يرفض شيطنةَ الحزب، مثلما تقوم به بعض الجهات والدوائر قائلا: "نعرف مخططاتِها وارتباطاتها المشبوهة، وحرصها على إبعاد حزب جبهة التحرير الوطني من المشهد العام، وفك ارتباطه بالشعب". وتابع أبو الفضل بعجي حديثه عن عدة لقاءات مع سفراء دول أجنبية، كالولايات المتحدةالأمريكية، وروسيا، والنمسا وإسبانيا، وفلسطين والصحراء الغربية، إلى جانب طلباتٌ أخرى لسفراء من أجل زيارة الحزب تم تأجليها إلى مابعد اجتماع اللجنة المركزية. وأكد أبو الفضل أنه كان حريصا خلال هذه اللقاءات " على تناول ملفي فلسطين والصحراء الغربية، باعتبارهما قضيتين تتعلقان بالتحرر. وأشدد على أن تهاونَ المجتمع الدولي في فرض القانون وتطبيق لوائح الأممالمتحدة لوضع حد لجرائم الكيان الصهيوني الغاشم في فلسطينالمحتلة، وممارسات الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية من شأن أن يجعل السلام في العالم بعيد المنال". وكشف الأمين العام للأفلان أنه من ضمن أولوياته مستقبلا " إحياءُ دبلوماسيةِ حزب جبهة التحرير الوطني في الخارج، وإعادة ربط علاقاتنا مع الأحزاب الصديقة والشقيقة في العالم العربي، وإفريقيا، والصين، و روسيا، وأوروبا، وفي أمريكا اللاتينية"، بهدف العمل على أن يكون الحزب قيمة مضافة في مشروع الجزائر الجديدة. ..مراهنة على الإعلام والإتصال وتحسن تديريجي لصورة الحزب رغم الحملات وركز الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي في كلمته على مكانة الإعلام والإتصال في استراتيجيته، حيث أشار إلى أن صورةَ حزبِ جبهة التحرير الوطني في وسائل الإعلام، التقليدية والحديثة، قد بدأت في التحسن تدريجيا، بعد موجاتٍ من التخوين والتحامل والاستهداف المركز ضد الحزب في المرحلة الماضية. وأوضح أنه عقد لقاء مع مسؤولي أفواج التواصل الاجتماعي على مستوى المحافظات يوم 25 جويلية الفارط، حيث أسفر عن إعادة بناء شبكة التواصل الاجتماعي داخل الحزب، من خلال تفعيل صفحات الفايسبوك لكل المحافظات، ثم جل القسمات، وربطها جميعا بالصفحة الرسمية لحزب جبهة التحرير الوطني. .. نحو مراجعة عميقة وإعادة تقييم للسياسات والتوجهات داخل الحزب واعترف الأمين العام للأفلان أن الحزب ابتعد كثيرا عن نفسه: أهمل مناضليه، وتخلى عن هياكله، وتجاوز قانونه الأساسي، وهو ما نتج عنه "حزب يملك الأكثرية عدديا، لكنه لا يتمتع بأي ثقل في الواقع.. لا في المجالس المنتخبة محليا، ولافي البرلمان بغرفتيه، ولا في الحكومة"، حسب قوله. وعلق الرجل الأول في الحزب العتيد على هذا الواقع "حزب يحصي أكثر من نصف مليون مناضل منخرط فعليا: لكنه يأتي بالغرباء والدخلاء والانتهازيين ليحتلوا المراتب الأولى في الترشيحات.. حزب يحصي أكثر من 120 محافظة و أكثر 1700 قسمة لكن خزائنه فارغة، ويظل يعاني في سبيل تأمين رواتب العمال والموظفين؟" متسائلا عن السبب ليرد بكل صراحة " لقد صادروا قرارنا.. وأبعدوا كفاءاتنا، وشوهوا سمعتنا.. ولطخوا ماضينا الجميل، وأفسدوا علاقتنا بالشعب.. نعم لقد فعلوا كل هذا..هذه مسؤوليتهم هم.. فما هي مسؤوليتنا نحن المناضلين.. أبناء حزب جبهة التحرير الوطني؟". وتابع الامين العام للأفلان "إن الشجاعة السياسية والأدبية والحرص على مستقبل حزبنا يفرض علينا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أن نمضي إلى مراجعة عميقة، وإعادة تقييم للسياسات والتوجهات التي أدت بنا إلى الوضع الحالي، والهدف ليس تجريم فلان أو علان، بل هو إعادة البناء الفكري والسياسي والتنظيمي، لتمكين حزبنا من القيام بدوره في خدمة الشعب، والدولة، كحزب مستقل، يملك قراره، ويدير مؤسساته في ظل الوعي بالرهانات والتحديات، الداخلية والخارجية والمستقبلية، التي تحيط بالدولة والأمة". وفي حديث عن الاستحقاقات الانتخابية القادمة، أوضح أبو الفضل بعجي أن هذه المحطة الهامة سيتحكم فيها "من له قدرةُ الإقناع ببرامجه الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، ولذلك علينا أن نتجه إلى فتح هذه الورشات واستنهاض همم وطاقات خبرائنا وكفاءاتنا العالية في هذه المجالات، كما أنه وفي ظل الانتشار المتزايد للتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، واهتمام الشباب بالعمل السياسي، سيكون للأفكار الجديدة والقدرة على الابتكار والتميز دور مؤثر في إدارة وحسم المنافسات الانتخابية مستقبلا". وبخصوص استراتيجية الحزب من الاستحقاقات الوطنية القادمة، فقد أكد أبو الفضل بعجي على ضرورة جعل من هذه الاستحقاقات الوطنية مناسبة للانطلاق في عهد جديد، أساسه أن قرار الحزب بيد أبنائه ومناضليه، ومؤسساته لها كامل السلطة في تقدير الموقف الذي يخدم الحزب، ويلبي تطلعات الشعب. وقال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني "إن حزبنا أمام امتحان مصيري لإثبات عمقه الاجتماعي، وتجذره الشعبي، وارتباطه بالمواطنين. علينا أن نستغل هذه المواعيد وتحويلها إلى ورشات لتصحيح أخطائنا، وتصويب سياساتنا، وتعديل مناهجنا".. وشدد في كلمته " أن الهدف الأسمى الذي يجب أن تتوحد جهودنا حوله هو إعادة بناء حزب جبهة التحرير الوطني وفق ضرورات المرحلة الجديدة، هيكليا وسياسيا ووطنيا وحتى دوليا، من خلال الأخذ بالتجارب الديمقراطية الصاعدة في العالم، وتكييفها مع الخصوصيات الاجتماعية الوطنية، في ظل الالتزام بمرجعية بيان أول نوفمبر 1954".