وصل المبعوث الأممي الجديد، يان كوبيتش، إلى طرابلس أمس، الإثنين، لمباشرة أعماله، في وقت بدأت فيه ملامح فترة سياسية جديدة تتشكل في ليبيا، بعد نجاح ملتقى الحوار السياسي في انتخاب سلطة موحدة جديدة. وقالت البعثة الأممية، في بيان لها ليل الأحد، إن رئيسها الجديد، سيبدأ مهامه الإثنين، ونقلت عنه تأكيده التزام الأممالمتحدة "الثابت بليبيا مستقرة ومزدهرة وموحدة، والبناء على النتائج الإيجابية لملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف". وقبل مباشرة عمله، بحث كوبيش مع رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، هاتفياً، "مستجدات الوضع في ليبيا"، وقال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي أن كوبيش أكد على "أهمية استكمال مساري الحوار العسكري والأمني بعد الاتفاق على تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة". كما ناقش كوبيتش مع وزير الخارجية في حكومة الوفاق، محمد سيالة، الترتيبات اللازمة لمباشرة مهامه، خلال أولى زياراته للعاصمة طرابلس، الإثنين، وفق بيان لخارجية الوفاق، صباح أمس. وقبل مباشرة مهامه اليوم، تحادث المبعوث الخاص إلى ليبيا يان كوبيش اليوم مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج ووزير الخارجية محمد سيالة. وكرر المبعوث الخاص التزام الأممالمتحدة الثابت بليبيا مستقرة ومزدهرة وموحدة ، بناءَ على النتائج الإيجابية لملتقى الحوار السياسي الليبي في سويسرا وشغل كوبيتش مناصب أممية عدّة في العراق وأفغانستان ولبنان، قبل أن يكلفه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الشهر الماضي، بمهمته الجديدة في ليبيا. ويتسلم كوبيتش مهمته الجديدة في ليبيا، خلفاً للدبلوماسية الأميركية، ستيفاني وليامز، التي قادت مفاوضات المسار السياسي بصعوبة لعدة أشهر، وانتهت، الجمعة الماضية، بتشكيل السلطة الجديدة (مجلس رئاسي من ثلاثة أعضاء ورئيس للحكومة)، لكن تلك النهاية بالنسبة للمبعوث الجديد تبدو البداية لمواجهة تعقيدات وعراقيل المشهد الليبي المتشابك التي بدأت بوادرها في الظهور، خصوصاً في معسكر شرق ليبيا. ..تعقيدات مهمة كوبيتش من وجوه تعقيد المشهد التي تنتظر المبعوث الأممي الجديد، أن رئيس الحكومة الجديد، عبد الحميد دبيبة، ينتظر أن يقدم تشكيلته الحكومية لغريمه عقيلة صالح، الذي سقطت قائمته في الانتخابات؛ كونه رئيس مجلس النواب، للمصادقة عليها. وألمح صالح في أول خطاب له أمام أنصاره في شرق البلاد، إلى إمكانية عرقلة تشكيل الحكومة إلا "إذا سارت كما نريد نحن". وقبله رئيس الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق، عبد الله الثني، الذي اشترط تسليمه السلطة للحكومة الجديدة، أن تنال ثقة "مجلس النواب مجتمعاً". وترى الباحثة السياسية الليبية، هنية فحيمة، في حديث ل"العربي الجديد"، أن أولى التحديات التي ستواجه كوبيتش تتمثل في قدرته على احتواء الأطراف الفاعلة على الأرض. وتوضح أن "في مقابل ملامح العرقلة التي لوح بها صالح يوجد فتحي باشاغا في غرب البلاد وهو العضو الآخر في القائمة الخاسرة". وبحسب رأيها فإن باشاغا شخصية نافذة تمكن من ربط علاقات قوية مع أطراف إقليمية كالقاهرة وأنقرة رغم اختلافهما في بلاده، إضافة إلى ذلك "تواليه مجموعات مسلحة قوية في العاصمة طرابلس سبق أن ضغط بها على السراج حين أوقفه عن وظيفته وزيراً وأجبره على التراجع"، وفق قولها.