وقع السيناريو الذي يخشاه الجزائريون مع كلّ رمضان، فأسعار المواد واسعة الاستهلاك سجلت قفزات كبيرة، فاقت المائة بالمائة على بعض الأنواع، ويحدث ذلك رغم تطمينات الحكومة المتواصلة بإغراق السوق بالمواد لكبح جشع المضاربين. في أسواق الجزائر العاصمة، شهدت أسعار الخضروات والفواكه واللحوم ارتفاعاً جنونياً ، إذ قفزت أسعار اللحوم الحمراء من 1300 دينار للكيلوغرام الواحد من لحم الخروف، إلى 1350 ديناراً ، ومن 250 ديناراً للكيلوغرام الواحد من لحم الدجاج إلى 350 ديناراً. وعلى نفس المنحى ارتفعت أسعار الخضروات. "كلّ شيء زاد ثمنه" يشتكي المواطن عبد الله، في سوق "الحراش" الشعبي ، والذي أضاف قائلاً: "هذا كثير، قالوا لنا إنّه لن تكون هناك زيادات في الأسعار والعكس هو الذي وقع، أصحاب الجيوب الصغيرة لن يستطيعوا شراء أيّ شيء". التذمر نفسه كان في كلام رابح ربوش، وهو متقاعد، والذي يسأل: "أين هي الرقابة، كلّ شيء في السوق سعره مرتفع، الجزائري لم يعد يعرف ماذا يشتري ولا ماذا يأكل، والحكومة لا تهتم لحالنا". إلى ذلك، يؤكد رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، أنّ "الأسواق شهدت ارتفاعاً متوسطاً في الأسعار لارتفاع الطلب واستقرار العرض في أسواق الجملة، لا سيما بالنسبة للخضروات والفواكه". ويضيف بولنوار أنّ "أسعار الخضروات والفواكه وكلّ أنواع السلع الاستهلاكية ستعرف تراجعاً ملحوظاً يزيد عن 50%، بداية من اليوم الرابع أو الخامس من الشهر الكريم، وذلك بسبب بداية تراجع مستوى الطلب والتزاحم على الأسواق". ويعتبر بولنوار أنّ "أسواق الرحمة" التي قررت الحكومة فتحها، والتي ستكون من المنتج إلى المستهلك مباشرة، ليست كافية لكسر المضاربة. وكانت الحكومة قد اتخذت جملة من القرارات تحسباً لشهر رمضان، إذ قررت إغراق الأسواق بالسلع وفتح غرف التخزين الخاصة بالخضروات والفواكه. كما قررت وزارة التجارة إلغاء الرسم الوقائي المؤقت المطبق على العديد من المنتجات المستوردة، حتى منتصف شهر رمضان.