دعا منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري المصري النخب السياسية في مصر إلى الوقوف موقف حق من الأحداث الذي تشهدها البلاد. وقال في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" نشرته أمس الاثنين :"النخب دورها أن تقف موقف حق وتقول لكل طرف أنت محق فى هذا ومخطئ فى ذلك، فالمجتمعات لا تنهض بدون هذا الدور للنخب. . ظللنا نسير بالدفع الذاتي حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن". وأكد حسن، وزير الإعلام والثقافة وشؤون الرئاسة الأسبق والمشهود له بالموضوعية والحنكة والحكمة، أنه "مقتنع تماما أن المجلس العسكري لا ينوى البقاء في الحكم ولو لدقيقة إضافية". واستنكر الآراء المطالبة ب "إسقاط حكم العسكر"، وقال :"بأي غرض يسقط حكم العسكر؟ هؤلاء هم من حموا الثورة ثم حكموا البلاد، بعدها أحسنوا وأخطأوا، أجادوا وأخفقوا، ونحن الآن في مرحلة انتقالية ولم يبق في هذه المرحلة إلا ستة أشهر على تسليم السلطة ونهاية الوضع وإقامة الجمهورية الجديدة، لذا هذا العنف من أي طرف غير مبرر على الإطلاق، ثم لو أننا أسقطنا حكم العسكر لمن سنسلم السلطة؟ الستة أشهر المتبقية ليست كافية لو قررنا انتخاب مجلس رئاسي، لذا علينا أن نصبر حتى انتهاء انتخابات مجلس الشعب ثم انتخابات الرئاسة وتسليم السلطة لرئيس منتخب". وشدد على أن "حق التعبير عن الرأي بالاعتصام مكفول بالكامل ولكن دون الإضرار بمصالح الآخرين، ففي الخارج يقف المعتصمون على الرصيف ويقولون ما يريدون بحرية مطلقة، ولكن لو نزلت قدم متظاهر من على الرصيف يضرب بعنف. . فلماذا نعطى في مصر حقوقا للمواطنين بإفساد الدولة وتعطيل المصالح. . هذه فوضى أم ثورة؟". وقال حسن :"حدثت فتنة بين الجماهير استجاب لها بعض العناصر غير المسؤولة، ومن رأيي أن انسحاب الشباب المحترم الذي قام بالثورة وتشتته في أحزاب وتيارات مختلفة ترك الساحة والباب مفتوحا أمام شباب ليسوا من شباب الثورة ولا يستطيعون ضبط أفعالهم، وأنا أحذر من أن الإهانة والمساس بالقوات المسلحة خطر بالغ ويعنى أننا نهدم البلد". وحول ما يتردد عن وجود طرف ثالث في كل الأحداث التي تشهدها مصر، قال حسن :"الطرف الثالث ليس طرفا مستقلا وبعيدا عن الجماهير وإلا لكنا اكتشفناه، إنما هو موجود بين الجماهير يحاول افتعال الأزمات وبث الفتن بين الشعب والجيش ويوقع كل الأطراف في الأخطاء ويقود الجماهير نحو هذه الأفعال". وأكد أن المجلس الاستشاري سيصمد، وقال :"عندما تحملت هذه المسؤولية لابد أن أكون على مستواها ولن أهرب من الميدان وسأبذل كل جهدي إلا إذا شاءت الظروف غير ذلك، وإذا كانت المصلحة الشخصية تتحقق بالاستقالة فإن مصلحة الوطن تقتضى الثبات في الموقع وأداء الواجب". من جهته، أعرب أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون عن قلقه من تجدد العنف بالعاصمة المصرية القاهرة التي أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى ودعا السلطات الإنتقالية إلى ممارسة ضبط النفس. وقال بان في بيان إنه منزعج جداً من "استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين". ودعا السلطات الإنتقالية في مصر إلى ممارسة ضبط النفس واحترام حقوق الإنسان بما في ذلك حق التظاهر السلمي. وشدد كي مون على أهمية توفير مناخ من الهدوء لدعم العملية الانتخابية في مصر بإطار الإنتقال إلى الديمقراطية والإقامة المبكرة للحكم المدني. كما أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن قلقها العميق بسبب ما تشهده مصر من عنف. وأصدرت كلينتون بياناً قالت فيه انها تشعر بالقلق الشديد حيال "التقارير المتواصلة عن العنف في مصر"، وحثت قوات الأمن المصرية على احترام وحماية الحقوق العالمية لكل المصريين بما في ذلك حقي التعبير السلمي عن الرأي والتجمع. وأضافت "ندعو السلطات المصرية الى محاسبة من ينتهكون هذه المعايير بما في ذلك القوات الأمنية". وأردفت كلينتون ان "على هؤلاء الذين يحتجون أن يفعلوا ذلك سلمياً وأن يمتنعوا عن أعمال العنف". وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية عن تعاطفها مع عائلات الذين قتلوا أو أصيبوا.