يبدأ المنتخب الوطني لكرة القدم، مساء اليوم الخميس، مشواره في تصفيات القارة الأفريقية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، وذلك بملاقاة منتخب جيبوتي على ملعب "مصطفى تشاكر" في البليدة، قبل الرحيل إلى المغرب لمواجهة بوركينا فاسو ضمن الجولة الثانية للمجموعة الأولى. وسيكون رفقاء القائد رياض محرز أمام مهمة كسر عقدة تلاحق الخضر طوال مشواره في تصفيات كأس العالم، حيث لم يسبق أن فاز "محاربو الصحراء" بمباراتين متتاليتين في التصفيات المونديالية الخاصة بدور المجموعات، منذ انطلاق هذا النظام في تصفيات المؤهلة لمونديال إيطاليا عام 1990. وكان المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 1990 قد بدأ مشواره بفوز على منتخب زيمبابوي (3-0)، لكنه تعادل في أبيدجان سلباً أمام منتخب ساحل العاج، وفي تصفيات شهدت انسحاب منتخب ليبيا من هذه المجموعة بعد مباراة واحدة لأسباب سياسية. أما في تصفيات مونديال 1994 الذي استضافته الولاياتالمتحدة الأميركية، فقد وقع المنتخب الجزائري في المجموعة الأولى إلى جانب منتخب بوروندي الذي فاز عليه بنتيجة (3/1) رفاق الهداف التاريخي لمنتخب "المحاربين"، عبد الحفيظ تاسفاوت، إلا أن الجولة الثانية عرفت سقوطهم في أكرا أمام منتخب غانا (2/0)، فيما كان منتخب أوغندا قد انسحب من هذه المجموعة قبل انطلاق التصفيات. وإن كان الظهور كارثياً في تصفيات مونديال 1998 الذي أقيم في فرنسا، وذلك بعد الإقصاء أمام منتخب كينيا من الدور التمهيدي الذي يسبق تصفيات المجموعات، فإن الفشل تواصل كذلك بالنسبة إلى المنتخب الجزائري في الفوز بمباراتين متتاليتين ضمن تصفيات كأس العالم، وهذه المرة تجددت الخيبة مع تصفيات مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. وفي تصفيات المونديال الآسيوي، وقع المنتخب الجزائري في مجموعة ثالثة نارية ضمت كلاً من السنغال، مصر والمغرب وكذلك ناميبيا، حيث فشل رجال المدير الفني الأسبق عبد الغني جداوي في الفوز على أرضهم أمام منتخب "أسود التيرانغا" (1/2)، ثم الخسارة بالرباط أمام المنتخب المغربي (2/1)، وفي تصفيات أنهاها "الخضر" في المركز الرابع ب8 نقاط. وحاول منتخب الجزائر تعويض تلك الخيبات المتتالية بالتأهل إلى بطولة كأس العالم في ألمانيا عام 2006، لكن عقدة أول مباراتين من التصفيات تواصلت بتعادل سلبي أمام الضيف أنغولا في أول جولة، ثم تعادل بهدف لمثله في هراري ضد منتخب زيمبابوي، والمجموعة رابعة ضمت كذلك منتخبات نيجيريا، الغابون ورواندا وفي ظهور كارثي "للخضر" في هذه التصفيات. ورغم نجاح رفقاء القائد السابق مجيد بوقرة في كسر عقدة الوصول إلى كأس العالم، وذلك بعد التأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010، إلا أن عقدة فشل الفوز بأول مباراتين في التصفيات تواصلت، حيث كانت التصفيات النهائية قد شهدت تعادلاً مخيباً في الجولة الأولى للمنتخب الجزائري (0-0) في كيغالي أمام رواندا، قبل أن يتم التدارك في الجولة الثانية والفوز على المنتخب المصري (1/3)، وفي مجموعة ضمت كذلك منتخب زامبيا. كما هو الحال في تصفيات مونديال 2014 بالبرازيل، إذ رغم التأهل، إلا أن المنتخب الجزائري فشل في الفوز بأول مباراتين متتاليتين في المرحلة الثانية من التصفيات، وذلك بعد الفوز على رواندا (0/4) ثم خسارة أمام مالي (2/1) في مباراة لعبت بواغادوغو، وفي مجموعة ضمت كذلك منتخب بنين. وفي آخر تصفيات لعبها المنتخب الجزائري، وكانت خاصة بمونديال روسيا 2018، كان فيها الظهور كذلك مخيباً بتعادل في الجزائر أمام الكاميرون (1-1)، ثم خسارة في أبوجا أمام نيجيريا (3/1)، وهي التصفيات التي فشل فيها "الخضر" بتحقيق أي فوز، ما عدا الفوز على أرضه (0/3) في مباراة العودة أمام نيجيريا بسبب إشراك الأخير للاعب وهو تحت طائل العقوبة. ويملك منتخب الجزائر كل القدرات لكسر هذه العقدة في تصفيات مونديال قطر 2022، والفوز بأول مباراتين في التصفيات، خصوصاً أنه سيدخل التصفيات بصفته بطلاً لأفريقيا، وكذلك نظراً للمرحلة الزاهية التي يعيشها المنتخب في عهد المدرب جمال بلماضي مع سلسلة مباريات "لا هزيمة" منذ 27 مباراة.