هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق الدول للموازنة بين حفظ الأمن والاستقرار الداخلي من جهة وبين الحفاظ على قيم حقوق الإنسان بمفهومها الشامل من جهة ثانية، فهناك العديد من التهديدات والتحديات الخارجية المؤثرة على الأمن القومي المصري، فهناك تهديد داخلي للدولة: وهو يمس كيان الدولة الداخلي ويهدد أمنها القومي، وهناك أزمات خارجية دولية: وتهدف من ورائه دولة ما إلى أحداث تغيير حاد ومفاجئ في الوضع الدولي الراهن مما يشكل تهديدًا مباشرًا وغير مباشر للأمن القومي لدولة أخرى، أما عن إدارة الأزمات: فهي الإجراءات (القرارات) التي تؤدي إلى ضبط النزاع والحد منه في مواجهة محاولات الاستفزاز والتصعيد (وهذا ما تفعله مصر الآن)، فالأمن القومي: قدرة الدولة على حماية كيانها الذاتي من خطر القهر من أي متغيرات عدائية قد تأتي من خارج نطاق الدولة وقد تأتي من داخلها. كما تُقاس قوة أي نظام سياسي ومدى قدرته على تحقيقه للأمن القومى بقدرته على تلبية احتياجات الجماهير الأساسية بالداخل مع كفالة الحريات وتحقيق الاستقرار ومدى صموده ضد التحديات الخارجية الإقليمية والعالمية، فيتكون الأمن القومي على أي مستوي من عدة مجالات أساسية وهي مصدر قوته أو ضعفه وإذا هددت هذه المجالات كلها أو بعضها يصبح الأمن القومي كله مهدداً وأن ضعفها يهيئ سبل اختراق الأمن القومي : وهم المجال السياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي المتمثل في الإنسان، والمجال المعلوماتي وخاصة مع انتشار التكنولوجيا أصبح بجانب شن الهجمات بريًا وجويًا ومائيًا من الممكن شن هجمات معلوماتية. وهناك فرق بين التهديدات والتحديات ومخاطر الأمن القومي: فالتهديد: هو وصول تعارض المصالح والغايات القومية إلى مرحلة يتعذر معها إيجاد حل سلمي يوفر للدولة الحد الأدنى من أمنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري مع عدم قدرة الدولة علي موازنة الضغوط الخارجية مما قد يضطر الأطراف المتصارعة أو أي منها إلى اللجوء لاستخدام القوة المسلحة، و قد يكون التهديد دائمًا أو مؤقتًا كما قد يكون مباشرًا أو غير مباشرًا، وهناك تهديدات واقعة ومحتملة، وتهديدات كامنة: وتعني جود أسباب للخلاف بين دولتين أو أكثر دون تصاعد هذا الخلاف على السطح ورغم ذلك فمن المحتمل تطور هذا التهديد إلى تهديد محتمل أو واقع في مراحل تالية وينطبق الوضع أيضا على مفهوم التهديدات المتصورة: وهي التي لا توجد لها أي شواهد في المرحلة الحالية ولكن النظرة المستقبلية قد تشير لاحتمالات ظهورها على السطح بدرجات متفاوتة قد تصل في النهاية لتصبح تهديدات ( واقعية )، أما التحديات فهي: المصاعب التي تواجه الدولة وتحِد من معدل نموها وتشكل حجر عثرة أمام تقدمها وتحاول كل دولة جاهدة أن تضع السياسات وتستخدم الأساليب المناسبة للتغلب على هذه المصاعب والتي قد تختلف بالطبع من دولة لأخرى، والمخاطر: هي الاحتمالات للعدائيات المستقبلية التي لم تتبلور بعد إلي تهديد أي مع مضي الوقت يمكن أن تتحول إلي تهديد . قصدت توضيح مفهوم الامن القومي وبيان المفاهيم المرتبطة به من خلال دراستي للأمن القومي ليعي الجميع معنى الأمن القومي ويتخوها الحذر، وعدم تصديق أي أخبار متداولة قد تكون مغلوطة مما تضر بالأمن القومي وتشتيت الأذهان عما يحدث بالفعل على أرض الواقع!، وتذكروا ليس كل ما يعرف يُقال وليس كل ما يُقال قد آن أوانه وليس كل ما آن أوانه قد حضر رِجاله! حفظ الله وطننا الغالي مصر. الأهرام المصرية