عين بلال يوجد المورد المائي "عين بلال" المتفجر منذ عدة عقود في حالة اهمال تتسرب مياهه عشوائيا بين ركام السكنات التي دمرتها الجرافات بعد ترحيل سكان حي "الصنوبر" بلانتور سابقا بوهران و الملاحظ أن منسوبه زاد خصوصا بعد المغياتية التي شهدتها مدينة وهران في السنة الجارية مما يتطلب التفاتة من المسؤولين لتدارك الوضع و اعادة الاعتبار له كمعلم أثري لم ينضب معينه و ظل الممون الرئيسي لقاطني السكنات الهشة الذين كانوا يتزودون من مياهه قبل إعادة إسكانهم في السنوات الأخيرة بحيي "النور " و "الياسمين" شرق وهران. كما تحولت أحد مشارب هذه العين الواقعة بالقرب من المكان المسمى "الباسان" على مستوى الطريق الجديد المؤدي من حي سيدي الهواري إلى غاية بلدة مسرغين مرورا بحي رأس العين و حي اللوز " غرب المدينة إلى مأرب مفتوح على الهواء لغسل السيارات التي تقبل من مختلف الوجهات لاستغلال مياهه التي تسيل بدون انقطاع حسبما يلاحظ بعين المكان. و إذا كانت بلدية وهران تعتبر مياه هذه "العين" غير صالحة للشرب بعد تحاليل أجريت على عينة منها فان قيمتها التاريخية و موقعها عاملان مهمان و كفيلان لاتخاذ التدابير اللازمة لمعالجتها و استغلالها للسقي حسبما ذكره أحد ممثلي جمعية "تكافل حضاري "التي تنشط بحي سيدي الهواري. و أشار ذات المتحدث أن هذه العين توجد بموقع رائع مما يتطلب تهيئة المساحة المحاطة بها و جعلها فضاء رحب للتسلية و الراحة النفس لاسيما بهذا الحي الذي يحتاج إلى مثل هذا النوع من الفضاءات. و تمهيدا لاستغلال هذا المورد تعتزم المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية بالتعاون مع جمعية "تكافل حضري" و القطاع الحضري لسيدي الهواري القيام بحملة تطوعية لتنظيف مجرى مياهه و الفضاء المحيط به الذي يعرف تدهورا مستمرا. و من جهته يوجه مسؤول المعالم الأثرية بوهران نداء إلى مختلف الجمعيات و الطلبة الجامعيين المختصين للمشاركة في الحملة "انقاذ عين بلال" و نفض الغبار عنها . و الجدير بالذكر أن هذه العين ظلت لثلاثة قرون من بين الموارد المائية الهامة للجهة الشمالية الغربيةلوهران بعد أن حولها الاسبان آبان احتلاله للمدينة الى منبع رسمي حسبما ذكره أحد المهتمين بتاريخ وهران مشيرا إلى أن حي سيدي الهواري العتيق يعرف بثلاثة عيون و هي "عين بلال" و "الشرشارة" و "رأس العين" ألأكثر شهرة عند الوهرانيين.و بقيت الى زمن غير بعيد يشرب من مياهها سكان المنطقة و زائري ضريح الولي الصالح "الامام الهواري". و حسب مسؤول المعالم الأثرية بالديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية بوهران فان هذه العين تعتبر جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي المادي لمدينة و هران لاسيما مع العلم أن حي سيدي الهواري الذي يزخر بالعديد من المعالم الأثرية و التاريخية يطلق عليه "ذاكرة وهران القديمة". و الطريف في الأمر أنه نسجت أساطير حول "عين بلال" التي تتدفق مياهها بكمية تصل 90 لترا في الثانية حسب ذات المصدر الذي ذكر أنها وجودها ارتبط بالولي الصالح سيدي الهواري (1350-1439) الذي كان بمثابة الأب الروحي لسكان المدينة حيث كان يقصده الناس من مختلف الوجهات طلبا للاستشارة أو ليستمع لشكاويهم. و حسب بعض الباحثين في تاريخ و شخصية الإمام الهواري فان "عين بلال" تفجرت ماء زلالا بعد أن استجاب الله لدعوات الولي الصالح لتروي سكان المدينة الذين كانوا قد اشتكوا له ندرة المياه بالمنطقة.و في هذا الشأن ذكر أحد سكان الحي العتيق أن الأسلاف يذكرون في رواياتهم أن "عين بلال" تعتبر كرامة من كرامات الإمام الهواري التي وهبه الله إياها مما يتطلب الحفاظ على هذا المعلم كما قال و مخزون مياهها التي تضيع في الطبيعة دون استغلالها. و يشير أحد المختصين في علم الآثار إلى أن "عين بلال" مذكورة في كتاب "البايات" للشيخ إبراهيم التازي تلميذ الإمام الهواري. ق م