واختارت كوادر حزب الشعب الجمهوري -الذي أسسه كمال أتاتورك عام 1923- خلال مؤتمر عقد أمس في أنقرة، كمال كليغدار أوغلو زعيما جديدا. ولم يتقدم أي مرشح خلال المؤتمر لمنافسة الزعيم الجديد الذي انخرط في الحياة السياسية عام 1999 وانتخب نائبا عن إسطنبول عام 2002 ثم أعيد انتخابه عام 2007. ويعول كوادر الحزب العلماني على كليغدار أوغلو (62 عاما) لمنافسة حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية في الانتخابات النيابية المقررة عام 2011. ويلقب كليغدار أوغلو -الذي يحظى بسمعة طيبة كموظف مدني عام كان يعمل محاسبا عاما بوزارة المالية قبل أن يصبح نائبا- باسم "كمال غاندي". وأصبح أوغلو مشهورا على مدى العامين الماضيين بسبب تحقيقاته في قضايا الفساد التي شملت أعضاء عديدين في حزب العدالة والتنمية، ودفعت اثنين منهم للاستقالة. وقال أوغلو إن الأولوية القصوى في برنامجه هي التصدي للبطالة والكسب غير المشروع. وخاطب الزعيم الجديد مناصريه -الذين رددوا هتافات تنادي به رئيسا للوزراء- بالقول "إنهم ينهبونكم ويبنون فيلات بحمامات السباحة لأنفسهم ويزدادون ثراء، بينما يزعمون أنهم يساعدون الفقراء". يشار إلى أن حزب الشعب خسر الانتخابات مرتين أمام حزب العدالة والتنمية كانت آخرهما عام 2007 التي فاز فيه حزب العدالة بزعامة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ب47% مقابل 21% لحزب الشعب. وتوقعت استطلاعات للرأي نشرت هذا الأسبوع أن يرفع كليغدار أوغلو نسب المؤيدين لحزبه. وأشار الزعيم الجديد لحزب الشعب إلى أنه يدعم رغبة تركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ودعا بروكسل لتحديد موعد لانضمام أنقرة إليه. وتوقع المحللون أن ينعش انتخاب أوغلو -المنحدر من جنوب شرقي البلاد حيث توجد أغلبية كردية- الحياة في الحزب قبل الانتخابات المقررة العام المقبل.