عرفت ولاية غرداية إنتاجا قدر ب 7.450 قنطار من الفول السوداني "حيوي" برسم حملة الجني لسنة 2021 ، حسبما أفادت به الاثنين مديرية المصالح الفلاحية. وتتركز هذه الزراعة بشكل رئيسي في مساحات مسقية قوامها 400 هكتارا عبر مناطق سبسب (324 هكتار) والمنصورة (55 هكتارا) وحاسي الفحل (14 هكتارا) والضاية بن ضحوة (5 هكتار) وولاية المنيعة (2 هكتار)، حيث تتميز تلك المناطق بتوفر المناخ المشمس الملائم لتنمية زراعة الفول السوداني (الكاوكاو)، مثلما أوضح المهندس الرئيسي المكلف بالإحصائيات خالد جبريط. و تحتل هذه النبتة من صنف البقليات ذات موطن أصلي أمريكي، مكانة هامة في انتاج الزيت، إلا أن مردود إنتاجها بولاية غرداية لا يزال "متدنيا" (18 قنطارا/هكتار) مقارنة مع كمية المحصول في دول إفريقية أخرى (أكثر من 40قنطارا/الهكتار). ولازالت زراعة الفول السوداني بولاية غرداية في مرحلتها التقليدية عبر المزارع العائلية الصغيرة مع ضعف استخدام المسار التقني بين المزارعين واستخدام بذور منخفضة الجودة، وفق السيد جبريط. وتعود هذه الزراعة بمنطقة غرداية، حسب مهندسين زراعيين بمديرية المصالح الفلاحية، إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تم إدخالها من طرف أحد الفلاحين إلى منطقة سبسب (جنوب الولاية)، وقام بزراعة ما مقداره نصف كيلوغرام من الفول السوداني من الصنف المصري قبل أن تنتشر زراعته عبر باقي مناطق الولاية. ويولي عدة فلاحين محليين اهتماما بمسألة تكثيف زراعة الفول السوداني الذي يمثل شعبة مدرة للربح، كما ذكر السيد جبريط، مشيرا أن الجفاف وانخفاض منسوب المياه الجوفية الذي عرفته ولاية غرداية خلال السنتين الماضيتين تسبب في تراجع عدد الفلاحين المهتمين بزراعة الفول السوداني. ويعتبر الفول السوداني نبتة موطنة في المناطق الحارة والرطبة حيث استثمر فيها بجنوب ولاية غرداية وتعتمد زراعتها على الطرق اليدوية من طرف فلاحين يواجهون عدة صعوبات سيما ما تعلق منها الإلمام بالمسار التقني لهذه الزراعة و نقص مياه السقي الى جانب انتشار عدة آفات مدمرة لها خاصة العصافير والقوارض وغيرها، مثلما شرح السيد جبريط. …منتوج مفضل في أوساط زوار ولاية غرداية وباعتباره من بين المنتجات المتوفرة بسوق غرداية التي يقتنيها السياح والزوار فإن الفول السوداني المنتج بمنطقة سبسب يشكل الأفضلية من حيث النوعية والمذاق، وهو ما يبرزه التهافت الكبير عليها، وقد تعدت سمعتها حدود الولاية. ودخلت الكميات الأولى من الفول السوادني التي تم جنيها في إطار هذه الحملة إلى سوق غرداية وتباع بأسعار تتراوح بين 450 و550 دج للكيلوغرام الواحد، حسب النوعية وحجم المنتوج. ويعمد الكثير من التجار المهنيين إلى اقتناء بالجملة محصول الفول السوداني من منطقة سبسب قبل إخضاعه للقلي بأفران التحميص المنتشرة بكثرة بغرداية وتوزيعه فيما بعد إلى تجار التجزئة. و"يشهد هذا المحصول إقبالا واسعا من طرف السياح وغيرهم من الزوار الوافدين لولاية غرداية"، مثلما أوضح عمي بشير (تاجر بسوق غرداية)، مضيفا "أن الزوار الذين يتجولون بهذا الفضاء التجاري التقليدي غالبا ما يكونون حاملين بين أيديهم أكياسا من الفول السوداني المنتج بمنطقة سبسب". ومن جهتها، شرعت مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع غرفة الفلاحة في حملة تحسيسية تهدف إلى تنظيم مزارعي الفول السوداني في جمعية أو مجموعة من أجل تكوينهم و توجيههم لاكتساب الوسائل والبذور ذات الجودة بهدف توسيع زراعة هذا المنتوج بالمنطقة وجذب المستثمرين لصناعة الأغذية الزراعية الموفرة لفرص العمل. وبرأي عدة مختصين في التنمية المستدامة، فإن تكثيف هذه الزراعة "الاستراتيجية" على أن تكون مدعومة بتكوين تقني للفلاحين، يمكن أن تساهم في ارساء تنمية مستدامة بهذه المناطق المعزولة، من خلال إنشاء وحدات لحفظ الفول السوداني ومعصرات ووحدات لإنتاج الصابون وصناعة زبدة الفول السوداني. ويعتبر الفول السوداني الذي ينتمي لفصيلة البقليات مادة زراعية مغذية جدا، ويعد من أهم المصادر الزيتية، حيث أن حباته تحتوي على نسبة تتراوح بين 40 و50 بالمائة من الزيت وما بين 20 و30 بالمائة من البروتين، وتعد أيضا مصدرا للفيتامين "ب".